بكربة نفسها، فما ألقى إليها السمع إلا ريثما يقول لها في فتور (وماذا أعجبك من هذا الفتى الوضيع القذر؟ لو شئت وجدت عندي الرحب والسعة)
وخرجت الفتاة من لدن أخيها الأكبر وقد حطمها الأسى وارمضها الغم، لأنها فقدت العطف من قلب زوجها، وفقدت الحنان من قلب أخيها.
وخشيت أن يجرفها تيار الحاجة إلى الهاوية فآثرت أن تستقر في دار أخيها علها تدرأ هناك غائلة السقوط والانهيار وهي تشعر بالشيطان يوسوس لها بأمر؛ وعلها تسترد ما انطبعت عليها من أنفة وإباء فهل وجدت في دار أخيها غناء عن الزوج والابن، وهما روح الحياة وبهجة العمر وسعادة القلب؟
يا عجباً للنفس الإنسانية حين يطغي عليها حب الذات، ويعميها شر المال، فتنزل عن الشرف والكرامة والإنسانية جميعاً.