١٢٢٩ م (٦٣٦ هـ) فقام نور الدين عمر يحكم اليمن قياماً كلياً، واضمن الاستقلال بملكها، وأخذ يولي في المدن والحصون من يرتضيه ويثق به، ويعزل ويقتل من يخشاه أو يخالفه، ولكنه مع ذلك اظهر أنه نائب للمسعود ولم يغير سكة ولا خطبة).
ولم يعلن نور الدين عمر استقلاله بملك اليمن وخروجه عن طاعة سلطان مصر إلا في سنة ١٢٣٢ م حينما ضرب السكة باسمه وأمر الخطباء أن يخطبوا له في سائر أقطار اليمن. ولم يكتف نور الدين بذلك بل أخذ يتقرب من الخلافة العباسية ببغداد ملتمساً منها تشريفه بخلعة السلطنة أي الاعتراف به سلطاناً شرعياً على اليمن. وقد أرسل له الخليفة العباسي المستنصر بالله التشريفة الخليفية والتقليد عن طريق الحجاز سنة ١٢٣٣ م ولكنها نهبت في الطريق ولم يصل منها شيء إلى اليمن. واضطر الخليفة العباسي أن يرسل غيرها في العام التالي عن طريق البحر - طريق البصرة والخليج الفارسي والمحيط الهندي؛ وعند وصولها اليمن سنة ١٢٣٤م ارتقى رسول الخليفة منبر مدينة جند وقال:(يا نور الدين! إن العزيز يقرئك السلام ويقول قد تصدقت عليك باليمن ووليتك إياه؛ ثم ألبسه الخلعه الشريفة على المنبر. ولم يكتف السلطان نور الدين بملك اليمن بل حاول السيطرة على الحجاز وانتزاعه من أيدي المصريين، فأخرج الجيوش المصرية من مكة المشرفة مرة بعد أخرى واستعمال عدة من قوادها ونخص بالذكر القائد المصري مبارز الدين علي بن برطاس الذي استسلم لنور الدين ودخل في خدمته سنة ١٢٤١ م (٦٣٩ هـ) وبذا امتد نفوذ بني رسول من مكة إلى حضرموت.
ويروى الخزرجي أن عهد ذلك السلطان انتهى في ذي القعدة سنة ٦٤٧ هـ (١٢٥٠ م) عندما اغتاله بعض مماليكه وقتلوه في قصر الجند، كما يروى أن هذا السلطان (استكثر من المماليك البحرية حتى بلغت عدتهم ألف فارس وقيل ثمانمائة، وكانوا يحسنون من الفروسية والرمي ما لا يحسنه المماليك في مصر. وكان معه من المماليك الصغار قريب منهم في العدد خارجاً عن حلقته وعساكر أمرائه). ويلاحظ من رواية الخزرجي أن وفاة السلطان نور الدين عمر كانت في نفس السنة التي توفي فيها السلطان الصالح نجم الدين أيوب في مصر، وهذا يدل على أن فرقة المماليك البحرية التي أسسها نور الدين عمر باليمن تكونت في نفس الوقت الذي تكونت في نفس الوقت الذي تكونت فيه فرقة المماليك البحرية