تبين عقبي غيه كل معتدي ... وأمسى العرابي وهو بالذل مرتدي
يعض بنان المستكين ندامة ... ويقرع بالدلال سن المهند
وعقيب إخماد الحركة العرابية أقبل الشعراء الذين كانوا قد انظموا إليها على نظم القصائد في الاعتذار مما فرط منهم والتنصل مما عزي إليهم من تهمة الاشتراك في حركة العصيان.
وانتشر في هذا العصر الفخر الكاذب. فترى الشاعر يفخر بنفسه ويسند إليها من صفات ما ليس منها. ومثال ذلك قول الساعاتي:
ماذا تريد الحادثات من امرئ ... من جنده الأمراء والشعراء
فأي الشعراء هؤلاء الذين كانوا من جنده؟ ومن هم الأمراء الذين كانوا من عسكرة؟ وتأمل قولة:
أنا ذلك الصل الذي عن نابه ... تلو المنون وتلوي الرقطاء
وفمي هو القوس الأبد مقولي ال ... وتر الشديد وأسهمي الإنشاء
فكر ينظم في البديع فرائداً ... من دونها ما يلفظ الدأماء
ولا شك في أن هذا بعد عن الحقيقة وكذب وافتراء، وتقليد أعمى لبعض القدماء.
وأكثر الشعراء. فإذا نظم أحدهم قصيدة وصفها بالجودة والانفراد في الحسن، ومثال ذلك قول صالح مجدي:
امولاي هابكرا تتيه بحسنها ... وتفعل بالألباب فعل مدام
وهذا الشاعر يختم قصائده في الغالب بمثل هذا الفخل الكاذبين. هذا ما يمكن أن يقال عن أغراض الشعر في هذا الدور.