الشعراء محمد النجار وله قصيدة جاء فيها (والخطاب لعرابي):
فازحف بجيشك يا مظفر ضاربا ... في الإنجليز وقاتلاُ سيمورا
واقطع بسيفك أمة قد أمروا ... أنثى عليهم إذ عدمن ذكورا
ومنها في هجاء الإنجليز:
قوم تربوا في الثلوج فطبعهم ... يهوى البرود ولا يطيق حرورا
كتبوا لسيدة لهم أن جهزي ... غنماً لعيد المسلمين كثيرا
يا إنجليز ومن ينادي ميتاً ... يخطي وكيف أخاطب المقبورا
ولأحمد عبد الغني قصيدة مطلعها:
لعمرك ليس ذا وقت التصابي ... ولا وقت السماع على الشراب
ولا وقت الجلوس على القهاوي ... ولا وقت التغافل والتغابي
ولا وقت التشبب في سليمى ... ولا وقت التشاغل بالرباب
إلى أن قال:
ولكن ذا زمان الجد وافى ... وذا وقت الفتوة والشباب
ووقت الاتحاد مع التصافي ... وعقد عرى الإخاء والانتساب
ووقت ليس فيه يليق إلا ال ... إقامة بالقلاع وبالطوابي
ووقت فيه الاستعداد فرض ... لتنفيذ الأوامر من عرابي
وامتازت هذه القائد بظهور العاطفة الوطنية فيها ظهوراً لم يعرف من قبل. ولو طال أمد الحرب بين المصريين والبريطانيين لاستفاد الشعر كثيراً. ولكن الحرب انتهت في مدة وجيزة، لذلك انطفأت هذه الجذوة بانتهاء الحرب.
ولما قضي على الحركة العرابية اخذ الشعراء الخديو ينظمون القصائد في مدحه، وقد مزجوا هذا المدح بالتحريض على التنكيل بالعرابين وأطلقوا عليهم اسم (العصاة) و (البغاة). ومن أشهر ما نظم في هذا الغرض قصيدة لمصطفى صبحي باشا دعاها (صدق المقال في مثالب البغاة الجهال) قال إنه ذكر فيها (دسائس الأشقياء الملحدين، ومفاسد الأغبياء المتمردين وكيف قابلوا الإحسان بالكفران والنعمة بالطغيان من مبدأ أمرهم ليوم سفرهم) وطلعها: