مفتعل إذ نصحه الشيخ بحب سمسم. . . ومتى كان الحب بالنصيحة؟ وليس في القصة أي مغزى اجتماعي، بل هي بعيدة عن المجتمع العام فحوادثها تجري في بيئة (الأرتستات) تربط بينهما تلك الروابط الخرافية التي لا غاية لها سوى عرض الغناء والرقص.
والمجهود القيم (نسبياً) في هذا الفلم للمخرج (بركات) وهو الذي أجرى تقطيع القصة (السيناريو) فقد قام بعملة في الحدود المرسومة، ومما أجاد إخراجه المنظر الذي ظهرت فيه عليه وهي تحدث ميمي بك بالتليفون ويحدثها عصفور من وراء ستار إذ قالت له أنها تبدل ثيابها، فيجيء حديثها رداً على كليهما في آن، وأريد أن أسأل بعد ذلك: لماذا بدا القصر خالياً من الأثاث؟ وكيف عجزت العفريتة عن تأثيثه وهي التي أوجدته في طرفة عين. . .؟ وكيف وجد هذا القصر في القاهرة فجأة وذهب فجأة على أعين الناس؟!
وقد شاهدنا عصفوراً حين أزمع الذهاب إلى صاحب المسرح ليخطب عليه، مع أصحابه في سيارة قديمة يقودها، وهم يخترقون الشوارع في منظر غاية في التهريج السخيف، هو بغني وهم يتراقصون منظرفين، وهذا إنما هو أليق بالنسوة اللائى يركبن عربة (كارو) وينشدن (سلمى يا سلامه!) ومن أين لعصفور هذه السيارة (الملاكي) وهو يعمل بقروش في المسرح مهما كانت قديمة؟
وترى كهرمانه تعرض على عصفور أن ترقص أمامه على مسرحه الجديد، فيقول لها إن الناس لا يرون رقصها لأنه هو وحده الذي يراها، فتأتي له بسمسم، وكهرمانه تعرف أن الناس لا يرونها فكيف كانت تريد أن ترقص على المسرح؟
نخلص بعد ذلك إلى المقصود من هذا الفلم (الاستعراضي) هو الرقص والغناء، قيل إن عليه رقاصة مع أنها لم ترقص أبداً بل ظهرت على المسرح مع عصفور يغني لها وهي إلى صدره يتحسسها وتميل إلى عليه فقط! أما سامية جمال فقد رقصت ورقصت ويعتمد رقصها على رشاقة جسمها وإظهار مفاتنه، وليس وراء ذلك فن من تعبير.
أما فريد الأطرش فقد أمطر الفلم غناء. غناؤه كرقص سامية لا تعبير في كليهما، والأوبريت التي قدمها كلها تطريب فهو يقف ليغني ولا شيء وراء ذلك، فكل مواقفه (فواصل) غناء ليس إلا، وفن الأوبريت مظلوم! وهو يغني في موقف الحزن كما يغني في الفرح، ووجهه جامد في التمثيل أيضا، وان كان لا بأس به فيما عدا قصور وجهه في