سكت الصوت سكتة، ودفنا ... في التراب النشيد والإلهاما
أيها الناطق المحدث ماذا ... أسكت اليوم هذه الأنغاما؟
رحم الله في الندى حديثاً ... كان يطوي الزمان والأياما!
كنت تروية كالزلال نميراً ... وتساقيه كاللهيب ضراما
وتقص الزمان جيلاً فجيلاً ... وتعيد التاريخ عاماً فعاما
كنت في ندوة البيان طرازاً ... يأسر الفاهمين والأفهاما
حطمتك الأيام حتى رأينا ... رجلاً صار في الحياة حطاما
قم ترى الأرض لم تبدل قليلاً ... من رحاها، ولم تغير نظاما
فالليالي - كما عهدت - الليالي ... والندامى كما عرفت - الندامى
من يفته الحمام في هدأة اللي ... ل ففي صحبه سيلقى الحمام. . .
أجل دائر علينا، وكأس ... سوف نسقى منها ونروي الأواما!
أيها الراحل الذي لم يودع ... ما ملكنا في البين إلا السلاما
حمد عبد الغني حسن
أخي الابياري
لك أنفس تحية وعليك أروح سلام.
زعمتَ أني دفعتك إلى حديث شأنك، وما رغبت فيه إلا لأنه حبيب شائق، ولبست أثواب العلماء تواضعاً، ثم بان علمك وفاض فضلك، فإذا بك تسأل سؤال العارف. أومأت إلى مذهب المعلم الأول في أنفسه الغازية والحساسة والناطقة، وأشرت إلى المتكلمين في قولهم بالامتزاج كالماء بالعود، وأخذت عن بعض الفلاسفة حكاياتهم عن النفس المدبرة للأبدان المحركة للجسوم، وحكيت قول الجنيد من الصوفية أنها من مستأثر الله تعالى.
ثم استقصيت قول أصحاب اللغة ووقفت بباب ابن فارس إن النفْس من النفس (اصل واحد يدل على خروج النسيم كيف كان من ريح أو غيرها).
قلت: (وقول القائل) نفس الله كربته (من ذاك لأن خروج النسيم روحاً وراحة).
قلت: هذا عند من يوحدون بين النفْس والروح، ويجعلون النفس من الريح. وقالوا: (ومعنى