للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو عبد الله الحكيم الترمذي من صوفية القرن الثالث: (الروح نور فيه روح الحياة، والنفس ريح كدرة جنسها أرضية) فرق بين الروح والنفس، وبين الروح والريح، وقول الجنيد الذي ذكرت من أن النفس من مستأثر الله تعالى) يريد الروح لا النفس قال ابن الفارض في تائيته. . .

وإني وآياها لذات ومن وشى ... بها وثنى عنها صفات تبدت

فذا مظهر للروح هاد لأفقها ... شهوداً بدا في صيغة ممنوية

وذا مظهر للنفس حادى لرفقتها ... وجودا غدا في صيفة صورية

قال ابن القهار: والذي يرجح ويغرب هو أن الإنسان له نفسان حيوانية ونفس روحانية. فالنفس الحيوانية لا تفارقه إلا بالموت. والنفس الروحانية التي هي من أمر الله فيما يفهم ويعقل فيتوجه لها الخطاب، وهي التي تفارق الإنسان عند النوم، واليها الإشارة بقوله تعالى: يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها. والدليل على أن الذي من مستأثر الله تعالى هو الروح قوله عز وجل (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) لأن الروح من الغيب لا تدركها العقول وتعجز عن معرفتها الإفهام.

وبعد فقد طال بنا النفس في الاستطراد، وكنت أطمع في جواب عن معنى نفس الأديب، لأن هذه صناعتك، فصدفت عن الجواب، ورددت السؤال بسؤال، وعدلت عن الأدب إلى الحكمة واللغة نفاساً، ولك نُفْسه إلى أمد، فلعلك لا تنفس بالجواب.

احمد فؤاد الاهواني

<<  <  ج:
ص:  >  >>