ذلك قول رفاعة في وابور البحر:
صب وفي الأحشاء نار ... شوقا إلى القمر المنير
وقول عبد الله نديم في وابور البر:
دوما يحن إلى ديار أصوله ... بحديد قلب باللهيب تسعرا
وقد يتعرض أحدهم لوصف القطار فيوازن بينه وبين وسائل المواصلات القديمة. ومثال ذلك قول عبد الله فكري:
ثم امتطينا للسويد ركائبا ... لا الركض يتعبها ولا التسيار
تسعى على عجل إلى غاياتها ... كالماء ساعد جريه التيار
سرع الخطى لا السوط حل بجلدها ... يوما ولا شدت بها أكوار
تذر الرياح إذا جرين وراءها ... حسري طلائع جريهن عثار
يقول الشاعر أنه استقل في سفرة ركائب لا يدركها كد ولا إعياء. وهي تجري مسرعة دون حاجة إلى سوط أو وحال يشد عليها. وفي هذا تعريض بالناقة التي أكثر الشعراء من وصفها في العصور القديمة.
وكانوا يستوحون من اسم الممدوح بعض المعاني. ومثال ذلك قول أبي النصر يمدح سعيداً.
هم رجال أحرزوا إسعادهم ... كيف لا والسعد في أمر السعيد
فالشاعر قد أتى في هذا البيت بإسعاد وسعد وسعيد.
وما فعل ذلك إلا لأن الممدوح يسمى سعيداً. فالجو الذي يشيع من اسم (سعيد) قد أملى على أبي النصر هذا البيت.
وقال السيد أباظة مشيراً إلى الأنباء الواردة بقدوم الخديوي إسماعيل
وما هي إسماعيل صبري لبعدها ... ولكنها إسماعيل بالنصر آتيا
فصدر البيت قد صنع خصيصاً ليظفر الشاعر بالجناس بين (إسماعيل) و (إسماعيل).
وقال عبد الله فكري في الخديوي توفيق:
نور تلألأ في جبين موفق ... للحق في توفيقه أسرار
والبيت كله من وحي اسم الممدوح.
وكانوا يستوحون المعاني أيضا من أسماء المدن التي يذكرونها في شعرهم. ومثال ذلك قول