والكراهية، وينظرون باستنكار واشمئزاز إلى الطرق الملتوية التي يجمعون بها الأموال الطائلة بغير حق، وهم مع ذلك يسكتون على هذا المكروه صاغرين، تارة باسم حرية العمل وحيازة المال في ظل الديمقراطية وتارة لعوامل أخرى سيأتي ذكرها. وبعض هذه الشعوب الديمقراطية، نفسها لم تتورع عن سوم العبيد في أمريكا أصناف الخسف والعذاب وحرمانهم أبسط حقوق الإنسان، وبعض هذه الشعوب نفسها فرضت أنظمة وقيودا على الهنود والشرقيين في أفريقيا الجنوبية بحيث جردوا تجريدا تاما من الحقوق الطبيعية الإنسانية بله السيطرة والنفوذ. والأمر في الظاهر بسيط التفسير فاليهود في الأمم الديمقراطية كما أسلفنا يتمتعون بموجب نظم تلك البلادبحرية العمل وحرية حيازة المال ويجمعون ثروات واسعة ما طبعواعليه من قدرة على جمع الثروة بمختلف الوسائل الشريفة وغير الشريفة، ويستغلون بالتالي هذه الثروة في فرض سيطرتهم على الصحافة ووسائل الدعاية وغير ذلك. . . وهم في البلاد الديكتاتورية يتوصلون إلى أغراضهم بجمع المال أيضا بطرق دنيئة خسيسة بحيث يتقربون بهذا المال إلى رجال الحكم والنفوذ، وبالتالي يسخرونهم في أغراضهم ودسائسهم المختلفة، ولكن أليس عجيبا أن هذا العالم بأنظمته المختلفة كثيرا ما ضاق ذرعا ببعض عناصر البشر ففرض عليهم قيودا جردتهم من أبسط حقوقهم الطبيعية رغم ضعف الأسباب والبواعث التي أدت إلى ذلك وتقاعس هذا العالم نفسه عن فرض مثل هذه القيود على اليهود؟ أما كان باستطاعة دول العالم بأسرها، لو شاءت، أن تحذو حذو هتلر فيما اتخذه من تدابير تؤدي في النهاية لو بقي له الأمر إلى خنق نفوذهم مهما بذلوا من نشاط.
فلماذا لم يتبع العالم مثل هذه الأساليب نحو اليهود وآثر أن يكبت ما يستشعره من مرارة نحو هؤلاء الطفيليين.
ليس الجواب عن هذه النقطة واضحا ميسورا. ولكن إذا خطر ببالك أن توجه السؤال إلى مسيحي متدين فسيكون جوابه بلا شك أن هذه هي إرادة الله، أو هذا هو ما أرادته التوراة. والذي يتتبع تاريخ بني إسرائيل ويلاحظ مدى ارتباط تاريخهم بتاريخ الديانات المختلفة ولا سيما الديانة المسيحية يلاحظ أن الدعاية والتهليل لبني إسرائيل يسود روحها ونصوصها بشكل عجيب. ويبدو أن اليهود كتدبير معاكس لروح البغضاء والكراهية السائدة ضدهم قد