أفلحوا في بث سمومهم في مختلف مذاهب وعقائد البشر. والمتتبع لتاريخ اليهود والمحتك بهم يعلم حق العلم أن اليهودي يهودي قبل كل شيء آخر، مهما كانت تبعيته ومهما اعتنق في الظاهر من مبادئ وعقائد؛ فهو لذلك يتوسل لخدمة بني قومه بأية وسيلة، فلا يتورع عن التظاهر باعتناق الديانة الإسلامية إذا اقتضت المصلحة ذلك، وإذا شعر أن بإمكانه بث أفكار معينة في تقاليد ذلك الدين من شأنها أن تعود على اليهود بالنفع.
وفي التاريخ الإسلامي كثير من اليهود اعتنقوا الإسلام ويظن بأنهم مسؤولون عن اختلاق كثير من الأحاديث التي يراد بها تفكيك عرى الإسلام من جهة، وبث روح العطف على اليهود إذا أمكن من جهة أخرى.
أما الماسونية والشيوعية والفوضوية وما شابه ذلك من المذاهب السياسية والاجتماعية الحديثة فلا شك عندي بأن اليهود قد قاموا بدور كبير في إيحائها ونشرها، وذلك بقصد نشر الأفكار بين الناس بضرورة التساوي بين البشر في الحقوق بحيث لا يكون فرق بين يهودي وغير يهودي الخ. . . . يضاف إلى ذلك أنهم ما داموا قد فقدوا وطنهم وتفككت عرى مقوماتهم القومية فلا بأس أن يفككوا روح القومية الوطنية أينما وجدت. وما داموا عنصرا مضطهداً فلا بأس بأن يبثوا وينشروا أفكارا من شأنها إزالة الفروق العنصرية. وما داموا موتورين لهذا العالم الظالم - حسب رأيهم - فليؤلبوا فيه الرعاع على الطبقات الخاصة وينفسوا بذلك ما يعانونه من الكبت على العالم بأسره.
وعلى الجملة فإن الفضل في سيطرة اليهود وسعة نفوذهم ليس في الحقيقة راجعا إلى ثرواتهم الواسعة، لأن هذه الثروات مكن حصرها ووقفها عند حد، ولأنه يمكن لأية دولة وضع الأنظمة والأساليب التي تكفل القضاء تجاريا واقتصاديا على فئة من الناس يهمها القضاء عليها، وإنما الخطر كل الخطر هو في أن العالم لا يستطيع أن يضع مثل هذه الأنظمة التي تؤدي إلى القضاء على اليهود ماليا. ذلك لأنه يتأثر بالعقائد الدينية والأفكار المختلفة التي ينشرها اليهود أنفسهم والتي تحول بين العالم وبين تنفيذ مثل هذه الأنظمة؛ أي أن الخطأ ناشئ مما ينشره اليهود من الأفكار والعقائد التي يسممون بها عقول البشر بحيث تكون أشبه بشبكة من الأسلحة الفتاكة تظللهم وتقيهم شر خصومهم، على حين يبقون هم - أي اليهود - على أفكارهم وعقليهم التاريخية غير متأثرين بالأفكار الجديدة التي