الأسلاك الموصلة، أي أن أعمال المجمع يعوقها اختلاف الناس عن سرعة السريان. . وقد سلك هذا السبيل الطويل لتبرير بطئ المجمع في أعماله! وقد أدركنا بعد ذلك أن سرد أعمال المجمع لم يكن مملا. .
وألقى الدكتور إبراهيم بيومي مدكور كلمة عن جهود المجمع في خمسة عشر عاما، أي منذ إنشاءه إلى الآن، وقد رض أهم الموضوعات التي تعرض لها المجمع وما أنجزه من الأعمال. وهو وإن لم يسلك سبيل الخيال الذي سلكه منصور باشا إلا أنه طول الكلام وعرضه في بعض المسائل الشكلية، وقد اتفق كلاهما في دفع ما يتهم به المجمع من البطيءوالتكاسل وضرب المثل بالمجمع الفرنسي في ذلك.
وألقى معالي السيد محمد رضا الشبيبي كلمة موضوعها (بعث العربية) تحدث فيها عن عصور التأخر اللغوي ومرحلة النهوض الحديث، والموضوع وإن كان مطروقا إلا أنه أتى في ثناياه بما أكسبه بعض الجدة وشيئا من القيمة. وقد قال بعد أن ذكر المجامع العلمية واللغوية واهتمام مجمع فؤاد الأول بتأليف المعاجم - قال: يجب أن نرى بين معجمنا الحديث المنشود وبين معجماتنا القديمة اختلافا بينا في المادة والجوهر، وفي كيفية التكوين والتأليف، فإن معجما يوضع لسد حاجة هذا الجيل وما يليه من أجيال لهو غير المعجمات القديمة، بل نحن نذهب أيضاً إلى أبعد من ذلك فنقول إن معجمنا الحديث يجب أن يختلف أيضاً عن هذه المعجمات الحديثة التي وضعها المعاصرون في مصر ولبنان والشام. نريد معجما يوضع على غرار أحدث المعجمات اللغوية المصنفة في اللغات الأوربية الحديثة من حيث الدقة والإتقان والاستيعاب. نريد معجما يعني واضعوه بتاريخ الكلمة وكيف تحولت مدلولاتها بتحول العصور على أن تكون عنايتهم معززة بالشواهد والنصوص المقتبسة من آداب لغتنا العربية في مختلف عصورها، على النحو المتبع في المعجم الإنجليزي المعروف بمعجم اكسفورد.
وكانت الكلمة الأخيرة للأستاذ ماسنيون وكان موضوعها (خواطر مستشرق في التضمين) وقد صاغها على طريقته لمعروفة في التعبير الرمزي، ومما استطعت أن أعيه من عبارات هذه الكلمة قوله: التضمين هو نوع من نبض الفكر لاستخلاص الجوهر من الأصول اللغوية الثلاثية المثبتة في المعجمات، وإن من فضل اللغات السامية، وبخاصة اللغة