العربية، تعدد المعاني واكتنازها في أصل لغوي واحد، واجتهاد الكاتب في أن يتعمق في هذه المعاني لإحكامها وإخضاعها لأقدم معنى يصل إليه. وهذا النوع من الهجرة العقلية في خلوات التأمل. ومن عباراته أيضاً أن المستشرقين المحدثين يشبهون وجوب الإصلاح في اللغة بالاغتراب في الزواج لأنه لا فائدة من استعمال حجاب الكلمات مع ذوي الأرحام.
قال لي صاحبي ونحن نستمع إلى الأستاذ ماسينيون: يظهر أن مذهب (السريالزم) قد وصل إلى اللغة!
فلم الأسبوع
هو فلم (بنت العمدة) الذي عرض في الأسابيع الأخيرة بسينما الكورسال، وهو من تأليف وإخراج عباس كامل، وتمثيل هاجر حمدي وكمال الشناوي وهدى شمس الدين وآخرين. وتتلخص القصة في أن الدكتور عادل (كمال الشناوي) شاب تخرج حديثا في كلية الطب ويعمل في عيادته الخاصة مكبا على عمله؛ يأوي إلى زوجته القروية (هاجر حمدي) وهي ابنة عمه العمدة، وتبدو هذه الزوجة منهمكة في أعمال البيت من طبخ وكنس وغسل وغيرها منصرفة بذلك عن العناية بنظافتها وزينتها حتى لا يكاد زوجها يشم منها غير رائحة الثوم والبصل. تقتحم عليه العيادة الرقاصة لولا (هدى شمس الدين) لعلاج خدش في ركبتها فتغريه بها حتى يندفع معها إلى آخر الشوط. ويهمل زوجته بل يضيق بها ويعما على إبعادها إلى القرية مرارا لخلو له الجو. وأخيرا تكشف الزوجة الأمر، وعندما ترى الرقاصة توشك أن تستلب منها زوجهاتهرع إليها وتهددها وتحملها على أن تتفق معها على حيلة تقومان بها. تظهر عزيزة راقصة في المرقص الذي تعمل به لولا، ويراها زوجها الدكتور عادل فيفتتن بها وهو لا يعرفها، وتصل بينهما لولا فيبثها هواه، وتمعن هي في الأغراء والدلال حتى تطلب إليه أن يتزوجها ويطلق زوجته ثم تبين له أنها هي زوجته، فيعتذر إليها ويستأنفان حياتهما سعيدين.
والفلم من أفلام هذا الموسم التي توالى ظهورها أخيرا جاعلة همها اجتذاب الجمهور بعرض الرقص والفكاهة والغناء، إلا أن به موضوعا هو تصوير الزوجات اللائى لا يعنين بمظهرهن أمام أزواجهن الذين يضطرون إلى التماس المتعة في الخارج. ولكن الموضوع لم يوجه توجيها حسناً ولم يعالج على نحو طبيعي، وقد سيقت الحوادث كما أرادها المؤلف