للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتحدث الدكتور عن عبد الغفار الأخرس فتناول شعره وحياته خير تناول وسايره في كل المواضيع التي نظم فيها ماعدا ناحية واحدة لا أدري لماذا أغفلها الدكتور وهي ناحية الألم والحزن والتبرم بالحياة، فالأخرس إلى جانب مجونه ولهوه وما يصوره شعره من هذا المجون واللهو كان يضيق بدنياه في كثير من اللحظات ولا سيما أن حياته المادية كانت ضنينة النبع - فيتألم ويصف ألمه، وفي ديوانه ما يكفي لتسجيل هذه الظاهرة وقد أتناول هذه الناحية عند الأخرس في فرصة أخرى.

وفي الكتابة عدا هؤلاء دراسات وافية عن السيد جعفر الحلي والسيد إبراهيم الطباطبائي أستاذ الشيخ محسن الكاظمي دفين مصر. وعن الشيخ محمد - أو الشيخ حمادي - نوح والشيخ محسن الخضري النجفي، والشاعر العاشق الشهير الشيخ عباس النجفي صاحب القصيدة النونية التي أشرنا إليها في معرض الحديث عن الحبوبي.

كما تحدث بإفاضة واستيعاب عن العالم الشهير السيد محمود الآلوسي الحسيني صاحب المؤلفات الكثيرة ومنها تفسيره الشائع في مصر والبلاد العربية والمسمى (روح المعاني). وعن الشيخ جعفر الشرقي النجفي والد الشاعر الكبير الشيخ علي الشرقي عضو مجلس الشيوخ ووزير الدولة ببغداد. ودراسات أخرى لشعراء وعلماء آخرين. وفي خاتمة الكتاب استطراد لهؤلاء الشعراء واستعراض لقيمة هذه النهضة الأدبية في العراق ومقدار ما تتسم به من مكانة بالنسبة للقرون الهجرية الأولى. ثم مقارنة بين مركز العراق الأدبي في القرن التاسع عشر وبين مركز الآداب في البلاد العربية الأخرى؛ وهنا يصرح الدكتور بأن مركز العراق الأدبي في هذا القرن يبذ البلاد العربية جميعا سوى مصر التي أنجبت البارودي وإن يكن في العراق ثلاثة من أمثاله آنذاك.

وفي الكتاب ملحق تضمن دراسة شاعرين ممن تحدث عنهم في محطة الشرق الأدنى أولهما السيد عبد المطلب وهو ابن أخ السيد حيدر الحلي السالف الذكر، والثاني أبو المحاسن الشاعر الكربلائي ووزير المعارف في وزارة جعفر باشا العسكري سنة ١٩٢٣ وقد توفي بعدها بقليل. وكان الأنسب ألا يقحم هذا الشاعر الأخير مع هؤلاء الذين تقدموا لا من الناحية الشعرية بل من الناحية الزمنية.

والذي يجب أن نختم به كلمتنا عن هذا الكتاب الذي استصفاه الدكتور البصير من ينابيع

<<  <  ج:
ص:  >  >>