علي وأولاده من الأئمة الإثنى عشر، والذي يجب أن يقال: أن العمري لم يكن شيعي المذهب ولكنه يظهر في ديوانه هذا صاحب فكرة واضحة فهو يحمل إلى جانب إحساسه الديني شعوراً سياسياً يتجلى كل منهما في حملته الشعواء على بني أمية لجعلهم الخلافة وراثية بعد أن كانت انتخابية، ويتعرض لمصرع الحسين في كربلاء بأكثر من قصيدة ويحكم بكفر يزيد بن معاوية، ومما قاله في بني أمية:
واحربا يا آل حرب منكم ... يا آل حرب منكم واحربا
لكم وفيكم وعليكم وبكم ... ما لو شرحناه فضحنا الكتبا
ومن أشهر مدائحه في النبي (ص) قصيدته التي يقول فيها:
تخيرك الله من آدم ... ولولاك آدم لم يخلق
كما أن له في الإمام علي قصائد مشهورة منها التي يقول في أولها:
أنت العلي الذي فوق السما رفعا ... ببطن مكة وسط لبيت إذ وضعا
وقد شرحها أبو الثناء الآلوسي. ومن هذه القصائد قصيدة مشهورة يصف بها رحلته النهرية إلى الكوفة وهو قاصد زيارة الإمام علي ففيها إلى جانب المدح وصف رائع للسفينة التي أقلته إلى الكوفة:
بنا من بنات الماء للكوفة الغرا ... سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى
تمد جناحا من قوادمه الصبا ... تروم بأكتاف الغري لها وكرا
والغري أسم من أسماء النجف، وكان المنتظر أن لا يغفل الدكتور هذه القصيدة من بين ما اختاره للشاعر فهي من روائع الشعر.
ومن أبياته المشهورة في رثاء الحسين قول يخاطب نهر الفرات:
بعداً لشطك يا فرات فمر لا ... تحلو فإنك لا هنى ولا مرى
أيسوغ لي منك الورود وعنك قد ... صدر الإمام سليل ساقي الكوثر
ومن طريف ما يذكر عن وفائه لأصحابه ببيتان كتبهما على ديوان الشيخ صالح التميمي الذي سبقت الإشارة إليه وهما:
نعم، رب هذا الشعر قد كان صاحبي ... يلائمني في فنه وألائمه
وقفت على ديوانه بعد بعده ... (وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه)