وإذا انقضت المدة، لم تنفع العدة) فيرد عليه المشفق المحذر:(أسلك سبيلك حيث شئت، فهذا عزم لا يقله إلا الله).
فليت شعري يا علماء الإسلام ويا زعماء العرب، ماذا في نفوسنا وأيدينا من دين محمد وأخلاق محمد وتراث محمد؟ ألسنا نعيش اليوم مسلمين من غير إيمان، ومستقلين من غير سلطان، ومتحالفين من غير ألفة؟ وهل كان ذلك يكون لو اتخذنا من أحكام الله منهاجاً ومن وصايا رسوله علاجاً ومن حياة السابقين الأولين قدوةً؟
إن ذكرى مولد الرسول ذكرى انطلاق الإنسانية من أسر الأوهام وطغيان الحكام وسلطان الجهالة. فما أجدر القلوب الواعية الحرة على اختلاف منازعها ومشارعها أن تخشع إجلالاً لذكرى رسول التوحيد والوحدة، ونبي الحرية والديمقراطية، وداعية السلام والوئام والمحبة!