للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(ما حال ذلك الإنسان. . . . . . . . . . . .؟)

أما ذلك (الإنسان) فلم يعرف من الفرق بين قصر ولي العهد ابن أمير المؤمنين وبين حجرة أبي وداعة التي تسمى داراً. . .! إلا إن هناك مضاعفة الهم، وهنا مضاعفة الحب.

وما بين (هناك) إلى القبر مدة الحياة ستخفت الروح من نورٍ نورٍ، إلى إن تنطفئ في السماء من فضائلها.

وما بين (هنا) إلى القبر مدة الحياة - تسطع الروح بنور على نور، إلى أن تشتعل في السماء بفضائلها.

وما عند أمير المؤمنين لا يبقى، وما عند الله خير وابقى.

ولم يزل عبد الملك يحتال (لسعيد) ويرصد غوائله حتى وقعت به المحنة، فضربه عامله على المدينة خمسين سوطاً في يوم بارد، وصب عليه جرة ماء، وعرضه على السيف، وطاف به الأسواق عارياً في تبانٍ من الشعر، ومنع الناس أن يجالسوه أو يخاطبوه. وبهذه الوقاحة، وبهذه الرذيلة، وبهذه المخزاة قال عبد الملك بن مروان: (أنا. . . . . . . . . . . .؟)

طنطا

مصطفى صادق الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>