معالجتها بالأدوية المختلفة والأغذية المتنوعة وقد أجاد فيه إجادة أثارت دهشة أطباء الغرب. وبقي هذا الكتاب عدة قرون دستوراً يرجع إليه علماء أوربا في الموضوعات والبحوث الطبية. وله كتاب الأسرار في الكيمياء ترجمة (كريمونا) في أواخر القرن الثاني عشر للميلاد، وكان الكتاب المعول عليه والمدرسي في أوربا مدة طويلة. وقد رجع إليه (باكون) واستشهد بمحتوياته.
وكذلك للرازي كتاب نفيس في الحصبة والجدري هو من روائع الطب الإسلامي عرض فيه للمرة الأولى تفاصيل هذه الأمراض وأعراضها والتفرقة بينها. وقد أدخل فيه ملاحظات وآراء لم يسبق إليها، ترجمه الأوربيون إلى اللاتينية وغيرها من اللغات. وله كتب عديدة وردت في كتاب طبقات الأطباء لا يتسع المجال لذكرها. ولكن من الطريف أن نذكر أن أحدها كتاب موضوعه (كتاب من لا يحضره الطبيب) ويعرف بطب الفقراء وقد شرح فيه كيفية معالجة المرض في غياب الطبيب والأدوية الموجودة في كل مكان.
وأعترف الغربيون بمآثره وابتكاراته في أمراض النساء والولادة والمسائل الرمدية. وكذلك له جهود في الأمراض التناسلية وجراحة العيون. وفوق ذلك قال بالعدوى الوراثية.
وأختم الكلام عن الرازي بالقول الشائع المعروف:
(كان الطب معدوماً فأحياه جالينوس، وكان الطب متفرقاً فجمعه الرازي) والرازي في الواقع لم يقف عند الجمع بل أضاف إضافات مهمة دفعت بالبحوث الطبية والكيماوية خطوات إلى الأمام.