للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على تباطئه في إنفاذ حاجة له:

ما كنت أحسب حاجتي ... مهما نأت داري مضاعة

أنسيت ثدي مودتي ... بيني وبينك وارتضاعه

ولقد عهدتك في الوفا ... ء أخا تميم لا قضاعه

وتتلمذ لابن عساكر جماعة كبيرة من الحفاظ كان بعضهم أسن منه. ومن أشهر تلاميذه أبو شامة المقدسي.

وقد تناول مؤرخو ابن عساكر سيرته مقرونة بأسمى آيات الإجلال والإكبار. فهذا السبكي يقول عنه في طبقاته: هو الشيخ الإمام ناصر السنة وخادمها، وقامع جند الشيطان بعساكر اجتهاده وهازمها. إمام أهل الحديث في زمانه. وختام الجهابذة الحفاظ ولا ينكر أحد منه مكين مكانه، محط رحال الطالبين، ومؤمل ذوي الهمم من الراغبين. الواحد الذي أجمعت الأمة عليه، والواصل إلى مالا تطمح الآمال إليه. والبحر الذي لا ساحل له، والحبر الذي حمل أعباء السنة كاهله. قطع الليل والنهار دائبين في دأبه. وجمع نفسه على أشتات العلوم، لا يتخذ غير العلم والعمل صاحبين وهما منتهى أربه. لا تغيب عنه شاردة، وضبطه استوت لديه الطريفة والتالدة، وإتقان ساوى به من سبقه إن لم يكن فاقه، وسعة علم أثرى بها وترك الناس كلهم بين يديه ذوي فاقة).

وقال فيه النووي: (هو حافظ الشام بل حافظ الدنيا. الإمام الثقة الثبت).

وقال ابن النجار: (هو إمام المحدثين في وقته، ومن انتهت إليه الرياسة وبه ختم هذا الشأن).

كان ابن عساكر هذا أنبه أبناء أسرته الذين عرف التاريخ منهم أخاه الفقيه المحدث هبة الله وولده القاسم وولد أخيه محمد وهما الحسن وكان محدثاً وعبد الرحمن وكان مدرساً فقيهاً محدثاً.

أحمد أحمد بدوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>