سمع منه من النساء، وألف معجماً للصحابة، وكتاباً لمن نزل المزة وحدث بها، وآخر فيمن وافقت كنيته كنية زوجته، وتحدث في معجم عن مناقب الشبان، وفي آخر عن أسماء القرى والأمصار التي سمع بها.
وأملى سبعة مجالس في فضائل الصديق رضي الله عنه، ثم أكملها بأربعة أخرى، ثم أملى في كل واحد من الخلفاء أحد عشر مجلساً.
ووضع ابن عساكر في علم الكلام كتاباً سماه: كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري، وهو من الكتب المهمة في موضوعه، حتى قالوا: إن كل سني لا يكون عنده ذلك الكتاب، فليس من نفسه على بصيرة، وقد بينا سبب تأليفه.
أما كتابه في الأدب فيسمى بالأطراف الأدبية، وهو في أربعة مجلدات، ولعله، كما يدل عليه اسمه، مختارات جمعها، كما كان يصنع في كتب الحديث.
وكان ابن عساكر يقول في الشعر ما لا يبلغ درجة الجودة، فمما نسب إليه قوله:
أيا نفسُ؛ ويحك جاء المشيب ... فماذا التصابي، وماذا الغزل
تولى شبابي كأن لم يكن ... وجاء مشيبي كأن لم يزل
كأني بنفسي على غرة ... وخطب المنون بها قد نزل
فياليت شعري ممن أكون ... وما قدر الله لي في الأزل
ومن قوله يمجد الحديث، ويحث على أخذه شفاهاً لا نقلاً عن الكتب
ألا إن الحديث أجل علم ... وأشرفه الأحاديث العوالي
وأنفع كل نوع منه عندي ... وأحسنه الفوائد والأمالي
وإنك لن ترى للعلم شيئاً ... يحققه كأفواه الرجال
فكن يا صاح ذا حرص عليه ... وخذه عن الرجال بلا ملال
ولا تأخذه من صحف فترمى ... من التصحيف بالداء العضال
وتجد نماذج كثيرة من شعره في كتاب جريدة القصر؛ وكتاب معجم الأدباء لياقوت.
وكان بينه وبين الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن السمعاني رفيقه في الرحلة مودة؛ وقد روى عنه السمعاني كثيراً؛ كما روى ابن عساكر عن رفيقه؛ وكتب إليه أبو سعد كتاباً ضخماً سماه (فرط الغرام إلى ساكني الشام)؛ كما كتب هو إلى ابن السمعاني رسالة يعاتبه فيها