وهداتها، وخلفائها وولاتها، وفقهائها وقضاتها، وعلمائها ورواتها، وقرائها ونحاتها، وشعرائها ورواتها، من أمنائها وأبنائها، وضعفائها وتقاتها، وذكر مالهم من ثناء ومدح، وإثبات ما فيهم من هجاء وقدح، وإيراد ما ذكروه من تعديل وجرح، وحكاية ما نقل عنهم من جد ومزح، وبعض ما وقع إلى من رواياتهم، وتعريف ما عرفت من مواليدهم ووفاتهم، وبدأت بذكر من اسمه منهم أحمد، لأن الابتداء بمنوافق اسمه اسم المصطفى. ثم ذكرتهم بعد ذلك على ترتيب الحروف، مع اعتبار الحرف الثاني والثالث تسهيلاً للوقوف، وكذلك أيضاً اعتبرت الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم، ولم أرتبهم على طبقات أزمانهم، أو كثرة أعدادهم، وعلى قدر علومهم في الدرجات والرتب، ولا لشرفهم في الأفعال والنسب، وزدت فيه من عرف بكنيته، ولم اقف على حقيقة تسميته. . . واتبعتهم بذكر النسوة والإماء الشواعر، المشهورات، وقدمت قبل جميع ذلك جملة من الأخبار في شرف الشام وفضله. . .
وقد أدهش العلماء به لكبره واتساعه، وقال ابن خلكان قال له شيخنا الحافظ العلامة ذكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري، حافظ مصر، أدام الله به النفع، وقد جرى ذكر هذا التاريخ، وأخرج له منه مجلداً، وطال الحديث في أمره واستعظامه، (ما أظن هذا الرجل إلا عزم على وضع هذا التاريخ من يوم عقل، وشرع في الجمع من ذلك الوقت، وإلا فالعمر يقصر عن أن يجمع فيه الإنسان مثل هذا الكتاب بعد الاشتغال). ولقد قال الحق ومن وقف عليه عرف حقيقة هذا القول، ومتى يتسع للإنسان الوقت حتى يضع مثله، وهذا الذي ظهر هو الذي اختاره، وما صح له هذا إلا بعد مسودات ما يكاد ينضبط حصرها.
وعنى العلماء بهذا الكتاب، فمنهم من جعل له ذيولاً، أهمها ذيل القاسم ولد المصنف، وذيل عمر بن الحاجب، ومنهم من اختصره: كابن شامة، وابن منظور صاحب لسان العرب، وارجع إذا شئت، إلى كتاب كشف الظنون (ج١نهر٢٩٤) لترى ما لهذا الكتاب من ذيول ومختصرات.
ولابن عساكر غيره، كتاب المعجم، وهو خلاصة لمشهوري الرجال، وبخاصة الشافعية، ولهذا الكتاب ذيل لمحمد ابن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة ٦٤٣، كما وضع معجماً في اثني عشر جزءاً ترجم فيه لأساتذته الذين سمع منهم أو أجازوا له، ومعجماً خاصاً لمن