للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الابن. وكيف كان أخوته إزاء حالته؟ أشمتوا به جزاء ما فعل معهم فكانوا عليه ضغثاً على إبالة؟ أم دفعوا إساءته إليهم ومقاطعته إياهم بإحسانهم إليه بمواساته؟

وهل الحامل للابن على الفرار هو خشية أن يصمه عار الفقر وذل السؤال كما قلت أم خشية أن يتساقط لحم وجهه خجلاً حينما ترنو إليه عين أبيه بعدما أفرخ الدهر بيضته وكشف سرّه؟ أظن أن الثاني أقوى تدعيماً لفكرة الفرار. كل ذلك مما يلفت الأنظار. ويثير الارتياب عند قراءة المقال!

أما اختتامه بما يدور في خلده ويختلج في فؤاده دون أن تبين على أي حال استقرت سفينة حياته لا ينقع للنفس غلة ولا يشفي منها علة. .!!

حمدي محمد فرغلي عثمان

العدد الممتاز

صدر العدد الهجري الممتاز حافلاً كشأنه بالموضوعات الحيوية الممتازة مملوءاً بالمقالات القيمة التي تكشف عن سر عظمة التشريع الإسلامي صاحب ذلك التشريع، وتبين ما تحويه الهجرة من معان سامية وآيات عالية هي قيام ذلك الدين وارتفاع بنيانه وإعزاز أهله وانتشار روح الحب والإخاء والإيثار بين أتباعه، وترفع الستار عن مواقع الزلل وبؤر الفتنة والغواية التي تردينا فيها وارتدغنا في حمأتها فتنكبنا الطريق وضللنا السبيل وعمينا عن الحق والواجب وأصبحنا في هذه الحياة نحيا حياة السوائم في مرعى اللئام. اللئام الذين أسكناهم فطردونا، وأشبعناهم فأكلونا، وكسوناهم فعرونا، وأعززناهم فأذلونا. . وإني لأتساءل في لهفة وحرقة هل يقرأ عظماؤنا ومن بيدهم مقاليد الأمور (في ذلك البلد المسكين) هذا الكلام وهل يعيرونه انتباهاً ويلقون إليه بالاً؟ وهل يدور بخاطرهم ويمر بخيالهم أننا كنا في يوم من الأيام نسيطر على هذا العالم وندير دفته ونملأه بالعدل والفضيلة ونحوطه بالعناية والرعاية؟ وهل يذكرون أن الرشيد مرت فوق رأسه سحابة فقال لها (أيتها السحابة أمطري أينما شئت فإن خراجك لي).

هل يذكرون هذا أم هم في غمرة ساهون؟

أرجو أن يذكروا هذا فتتيقظ قلوبهم وتتنبه نفوسهم وتضيء بين جوانحهم وتلك الومضات

<<  <  ج:
ص:  >  >>