للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستمسك ويتوقف ويتجمع، والجبر في العظم وغيره لتقويته.

وأصول الثلاثي: حرف يبتدأ به، وحرف يحشى به، وحرف يوقف عليه. ومعنانا الذي ندور حوله هنا كما تقول محاكاة صوت وحرفه السين أو ما تنقلب إليه والفاء حشو، والنون ابتداء.

وبعد ألم أحدثك حديثي عن طول نفس الأديب، ألم أسق إليك ما وصى به أبو سفيان ابنه شاهداً.

وطيبه، ألم اسق إليك فيه علته، وان النفس مشموم بما يصدر عنه. وهو من الأديب نتاجه، وأنت حين تشم أنفاس العطور فتراح لأشد نشوة حين تسمع إلى قول الشاعر:

العذل والتفنيد غير صواب ... مع أربع أصبحن من أصحابي

نفس الربيع وصبوة عذرية ... ومدامة تجلي وشرخ شباب

إبراهيم الابياري

إلى الأستاذ كامل محمود حبيب

قد اطلعت على مقالك المعنون بحماقة آب في العدد ٨٥٨ من الرسالة فخلبتني موسيقية ألفاظه وطلاوة عبارته وبراعة أسلوبه ورصانته، وسحرني ما خلعت عليه من عرائس البيان التي ترنمت فأطربتني لكن بغير لسان، وتركت في الفؤاد أثراً دونه وقع رنات المثان!

ولما انتهيت إلى قولك: (والآن ماذا يختلج في فؤادك الخ) لم ترقني خاتمته على هذا النحو؛ لأن القارئ يميل إلى أن يعرف نهاية القصة بأسلوب ترتاح إليه نفسه، ويطمئن له قلبه، وتسكن عنده خلجاته. وأنت قد أبهمت مصير حياة الرجل فلم نعرف: أتخاذل أمام الحزن فهلك تحت كلكله؟ - أم صارع أمواجه ولم يستسلم له؟ وهل رضيت زوجته بمرارة الفقر المفاجئ، وسفعات البؤس المباغت؟ أم فرت إلى بلهنية العيش ورغد الحياة في كنف أسرتها؟

وتعبيرك في آخر القصة (وتنوء تحت أثقال ثلاثة من الفاقة والشيخوخة والوحدة) يفيد أن الرجل فقد كل شيء حتى زوجته وأنت لم تنوء بها في حوادث القصة كما نوهت بفرار

<<  <  ج:
ص:  >  >>