الصادقة.
وفي عام ١٩٠٦ وقعت حادثة دنشواي المشهورة فهاجمت الخواطر واشتد الحنق على المحتلين. وأخذ ينظمون القصائد في البكاء على ما أصاب تلك القرية والتشهير بالإنجليز. فلشوقي قصيدة مطلعها:
يا دنشواي على رباك سلام ... ذهبت بأنس ربوعك الأيام
ولحافظ إبراهيم قصيدة جاء فيها:
ليت شعري أتلك محكمة التفت - يش عادت أم عهد نيرون عادا
كيف يحلو من القوى التشفي ... بضعيف ألقى إليه القيادا
إنها مثلة تشف عن الغي ... ظ ولسنا لغيظكم أندادا
وقال إسماعيل صبري من قصيدة ينوه بعفو الخديوي عباس عن المسجونين من أهل دنشواي:
وأقلت عثرة قرية حكم الهوى ... في أهلها وقضى القضاة الأخرق
إن أن فيها بائس مما به ... وأرن جاوبه هناك مطوق
وارحمتي لجناتهم ماذا جنوا؟ ... وقضاتهم ما عاقهم أن يتقوا
وفي عام ١٩٠٧ عزل لورد كرومر من منصبه ففرح بذلك الوطنيون فرحا عظيما، وقد عبر الشعراء عن ذلك الفرح.
قال شوقي من قصيدة طويلة:
لما رحلت عن البلاد تشهدت ... فكأنك الداء العياء رحيلا
وقال الكاشف:
وتنفس الصعداء شعب حامل ... هما يضيق به الفضاء الأرحب
والذي لا شك فيه أن الأحوال المالية قد تحسنت كثيراً في عهد كرومر، واستتب الأمن، وساد العدل وانتشرت الطمأنينة وعم الرخاء. وفي ذلك يقول حافظ
سنطري أياديك التي قد افضتها ... علينا فلسنا أمة تجحد اليدا
أمنا، فلم يسلك بنا الخوف مسلكا ... ونمنا، فلم يطرق لنا الذعر مرقدا
وكنت رحيم القلب تحمي ضعيفنا ... وتدفع عنا حادث الدهر إن عدا