للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أما رأي المناصرين لسياسة كرومر والمحبذين لها، فقد حمل لواءه الشاعر أحمد نسيم الذي ستؤجر للتغني بمناقب الإنجليز وفضائلهم وله قصيدة مدح بها لورد كرومر وودعه ينما رحل عن البلاد، ومطلعها:

يا منقذ النيل لا ينسى لك النيل ... يداً لها من فم الإصلاح تقبيل

إنا نودع فيك العرف أجمعه ... وما لنا غير حسن الصبر تعليل

ومنها:

جعلت مصر بلاد أمطرت ذهبا ... فتربها بمذاب التبر مبلول

خلفتها ويد الإسعاد تكنفها ... داراً عليها من النعمى سرابيل

حللت فيها وغل الجور مقعدها ... ذلا وفارقتها والجور مغلول

وكنت ملجأها أيام نكبتها ... وللحوادث بابن النيل تنكيل

سست العباد بأمر ليس ينقصه ... ناه تحقق أن الأمر مفعول

وقد رفعت من الإصلاح ألوية ... لها رواق على الأصقاع مسدول

وقمت بالأمر حتى مالنا طلب ... يرجى وأنت أمام الله مسؤول

وكان مصطفى فهمي رئيس النظار وقتئذ فد أقام حفلة تكريم للورد كرومر بمناسبة سفره إلى بلاده. وفي هذه الحفلة خطب رئيس النظار فأطرى كرومر وأثنى عليه. فهب الشعراء ينعون على مصطفى فهمي ما فهل، ويتناولونه بالنقد والتجريح. ثم خطب لورد كرومر في هذه الحفلة فأهان المصريين ورماهم بالتعصب ونكران الجميل، وعرض بالخديوي إسماعيل تعريضاً شديداً. وكان الأمير حسين كامل (السلطان حسين) حاظراً فسمع ما قيل في أبيه من الشتائم والسباب وقد ظهر أثر ما حدث في هذه الحفلة عند شوقي حيث يقول:

أوسعتنا يوم الوداع إهانة ... أدب لعمرك لا يصيب مثيلا

هلا بدا لك أن تجامل بعد ما ... صاغ الرئيس لك الثنا إكليلا

انظر إلى أدب الرئيس ولطفه ... تجد الرئيس مهذبا ونبيلا

في ملعب للمضحكات مشيد ... مثلت فيه المبكيات فصولا

شهد (الحسين) عليه لعن أصوله ... وتصدر (الأعمى) به تطفيلا

والحسين هو حسين كامل. والأعمى هو الشيخ عبد الكريم سليمان أحمد علماء الأزهر. وقد

<<  <  ج:
ص:  >  >>