يتطلب العثور عليها كبير جهد أما ما قيل عنه في الأقطار العربية، فهو كثير متناثر لم أجمع منه إلا شذرات يسيرة وقعت لي عن غير قصد ولا تعمد، لهذا فإنا أتقدم إلى إخواني الأدباء. . . في مصر والأقطار العربية - ممن كانوا يعنون بأدب الرافعي ويحتفظون بآثار، أن يتفضلوا فيرسلوا إلى كل ما وقع تحت أيديهم من كلمات قيلت في الرافعي بعد وفاته، سواء أكانت شعراً أو نثراً.
أما الاقتراح الثاني، فهذا عمل اضطلع به كبير من أدباء الشباب هو الأستاذ محمد سعيد العريان، وهو قد عاشر الرافعي زماناً طويلاً وتغلغل إلى حياته الخاصة، ولصق به سنوات وسنوات يأخذ منه ويعطي، ويجلس إليه في خلوته، ويراه في مجلس قراءته وفي محراب كتابته. واستطاع بعد ذلك، أن يكتب بقلم الخبير المطلع - كتاب (حياة الرافعي) وهو سفر جليل فذ يتحدث عن حياة الأديب الكبير في صراحة وحق. ولقد قطع الأستاذ سعيد في هذا العمل شوطاً بعيداً. وأظنه نشر كل مؤلفات الرافعي سوى (حديث القمر) و (تحت راية القرآن) و (على السفود) و (ديوان الرافعي) وما كان لي أن أقتات على حق صديق عزيز على نفسي هو الأستاذ سعيد العريان.
أما الاقتراح الثالث، فإنا ارفع الكاتب الأديب عن أن يجحد التيارات الأدبية والسياسية التي لا تتورع عن أن تجرف مثل هذا المشروع بين أمواجها المتضاربة. ولا ريب في أن الكاتب الذكي يعلم أن معارك الرافعي العنيفة مازال يرن صداها في آذان جماعة من ذوي السلطان والجاه والكلمة في السياسة والأدب. ورغم ذلك فإنا لن أقعد عن أن أبذل جهد الطاقة على صفحات الرسالة إن شاء الله -، في سبيل تحقيق الغاية التي ننشدها جميعاً مخلصين لوجه الوطن والأدب.
وبعد، فإني أطمع أن يرن صدى صوتي في أرجاء الأرض فيستجيب له أخواني في مصر والأقطار العربية، وأطمح أن يكون الزمن قد مسح بيده الرفيقة على قلوب ذوي السلطان والجاه والكلمة في السياسة والأدب فنسوا معارك وقتية نشبت بينهم وبين الرافعي، فلا يجدون - الآن - غضاضة في أن يعترفوا بمكانته السامية في الأدب والعلم.
(٢)
وقرأت في العدد ٢٦٨ من الرسالة خطاباً إلي من الأديب أحمد محمد فرغلي عثمان بأسيوط