شكري باشا (سراج منير) صديق والده عن طريق شركة الساعات. أما زينات (فاتن حمامة) فهي بنت وديعة تتعلق بأبيها، وتحب الدكتور كمال الذي عالجها من مرضها وهو يحبها ويريد أن يتزوجها، تعارض الأم في هذا الزواج لأن الدكتور كمال يطعن أخوته في نسبه لأبيهم، وترى أن مصاهرته لا تتفق وما أصبح للأسرة من مكانة بين الطبقة الراقية ويؤيدها في ذلك ابنها نبيل وشكري باشا وابنته ألف التي تعلن أنها لا يمكن أن تتزوج من نبيل إذا تزوجت أخته من الشاب المطعون في نسبه. ولكن بيومي أفندي ينظر إلى الموضوع من زاوية أخرى تتفق وما يصطنعه مع نبيل، فكل منهما ضحية خطيئة لا يد له فيها. فيصر على تزويج ابنته له. وتتمادى الزوجة وابنها في معارضتهما وعنادهما وتطاولهما على الرجل الطيب الذي يثور عليهما أخيراً ويجابههما بما كتمه عنهما، ثم تنقاد الزوجة وابنها لبيومي أفندي ويعرفان فضله ومعروفه، وتتزوج زينات من الدكتور كمال.
القصة ذات موضوع إنساني، إذ تهدف إلى الدفاع عن ابن الخطيئة الذي جرى العرف الظالم على الاستخفاف به لأمر بعيد عن إرادته. وفي الفلم عرض وتحليل لشخصية بيومي أفندي الرجل الخير، والصانع المصري الأمين القانع بالحلال، وهنا تبرز ناحية قومية في الفلم إذ يقارن بين بيومي أفندي الساعاتي البارع صاحب الذمة النقية وبين محل (الخواجات) الذي يبيع الساعات ويصلحها بأثمان فادحة ثم لا تلبث أن تتعطل. ويعجبني في ويوسف وهبي اعتزازه بمصريته وإيمانه بالشعب المصري، وقد كان قويا في التمثيل بهذا الفلم، إذ أدى شخصية بيومي أفندي أداء باهر بغض النظر عن الملاحظات التي سيأتي ذكرها. والعيب الأكبر في هذا الرجل أنه يأتي إلا أن يكون مؤلفاً وأنه يعتمد في هذه الأيام على مجهوده في المسرحيات التي أخرجها قديما، سواء في المسرح أو السينما، وهذا الفلم نفسه أصله مسرحية طالما قدمها على المسرح حتى كلت منها خشبته. وهو يعلن باعتباره مديراً للفرقة المصرية - أنه يمد يده إلى الكتاب ويرحب بما يؤلفونه من المسرحيات، ثم يتخيل نفسه هؤلاء الكتاب ويمد يده إلى يده، ويرحب بنفسه!
وأعود بعد هذا لاستطراد إلى فلم (بيومي أفندي) فأقول أنه فلم قيم على رغم ما فيه من فجوات ومآخذ، ولعل قيمته راجعة إلى ظهوره في هذا الموسم الذي تتابعت فيه الأفلام الاستعراضية التهريجية، فهو بالنسبة إليها عمل ينتسب إلى الفن. . .