أول فجوة في الفيلم ناشئة من أن حادثته تستعصي على لتمصير فليس من الواقع الكثير في بيئتنا أن يصارح رجل زوجاً بسابق علاقته بزوجته وأنه أبو الولد الذي يظنه أبنه، ثم يظل الزوج على حسن علاقته بزوجته، واحتضانه للولد وإعزازه رغم استبداد الزوجة به وتطاول الولد عليه. وليس اعتراف الوالد الحقيقي الطريق الوحيد لمحاولة التكفير عن ذنبه، فإنه يمكن أن لا يهب ابنه المائة الفدان على أنها مكافأة لأمه على خدمتها السابقة، أما الاعتراف والهبة على الطريقة التي في الفلم فيها صورة تحمل قبعة عالية. . .
وقد رأيت عجباً في المحكمة الشرعية التي نظرت قضية الطعن في نسب الدكتور كمال فالمفهوم مما يتبع في مثل هذا الموقف من الإجراءات الشرعية والقانونية أنه يطلب الحكم بعد ثبوت النسب ويدافع المطعون في نسبه مدللا على نسبته، ولكنا رأينا الدكتور كمال يدافع عن نفسه بأنه ضحية بريئة لا ذنب له في وجوده! والمحكمة. . . أخذت بوجه نظره فحكمت بالبراءة! ولست أدري من أي شيء هذه البراءة. . .
ومما يؤخذ على تصوير شخصية بيومي أفندي أنه ظل عشرين عاماً. كالحمل الوديع، تأمره زوجته فيطيع، وينهره الولد الذي يتنباه فيفضي، ويرى مع هذا وذاك من النبل وكرم الخلق ألا يصارحهما بالحقيقة، ثم إذا هو ينتفض فجأة فيسحيل إلى إنسان آخر قوي يفرض إرادته. . . فكيف يظل أكثر حياته - على طولها - هادئ الطبع ضعيف الشخصية، ثم ينقلب في آخرها أسداً يزمجر ويبطش؟! يخيل لي أن يوسف وبي أجرى الأمر على هذا النحو كي يهيئ لنفسه مواقف يشبع فيها خطابة وصياحا. وقد ظللت أشاهده في دوره مندمجاً معه بشعوري حتى جاءت مواقف الصياح فأفقت وشعرت بأنني أشاهد يوسف وهبي لا بيومي أفندي. . . فأسقه لضياع التأثير الذي كان يمكن أن يستمر دون حاجة إلى هذه اللازمة التي هي عيب آخر في ممثلنا الكبير. وقد أجاد في الفكاهة والدعابة، فكان ممثلا (كوميديا) ظريفاً، ومن وسائله في ذلك ترديده بعض الأغاني القديمة، ولم يكن في هذا بأس لولا أنه أسرف فيه وأكثر منه إلى حد التكلف، وحتى ترنم ببعضها في موقف حزين مؤثر. وقد بدأ في أول الفلم وآخره على ما يتطلبه الزمن من ملائمة شخصيته للعمر فكان (الماكياج) متقنا، ولكن أمينة شكيب ظلت كما هي لم تغيرها عشرون عاماً! وقد أجادت دور المرأة الشرسة المتسلطة. وكذلك أجادت فاتن حمامة في دورها. أما إيفون ماضي فهي