المواصلات أثر بين في تقريب الشقة بين المصريين والعرب. وقد انتهى الأمر بقيام جامعة الدول العربية فأصبح الشاعر المصري لا يعيش لمصر وحدها بل يعيش للعالم العربي. ذلك لأن الشر الذي يقع على دول من هذه الدولة قد لا يقف عند حدودها بل ربما امتد أثره إلى مصر. ولهذا السبب دخلت مصر الحرب ضد اليهود وذلك لشعورها بالخطر العظيم الذي يمكن أن يهددها بقيام دولة يهودية في فلسطين. وقد تغنى الشعراء المصريون بالنصر الذي أحرزه الجيش المصري ضد اليهود، كما نوهوا بجهاد أبطال الفالوجة
ولا شك في أن قيام دولة يهودية في فلسطين سيدفع مصر إلى العناية بجيشها عناية لا مثيل لها من قبل في تاريخ البلاد. وسيظهر أثر ذلك ف الشعر فنرى الشعراء يكثرون من التنويه بالجيش المصري ومعداته وأسلحته وذخائره وبسالته وإقدامه.
ووقعت في مصر بين (١٩١٩، ١٩٢٧م) وهو العام الذي توفي فيه سعد زغلول أحداث سياسية لا نظير لها. وكان الشعراء يسجلون في شعرهم ما يصيب البلاد من خير أو شر، وما يلحقها من فرح أو حزن.
ولما مات سعد زغلول بكته مصر قاصيها ودانيها وبكاه الشرق العربي بأجمعه، ورثاه الشعراء في قصائد طويلة. ولم يسبق أن رثي شخص في العصر الحديث بمثل ما رثي به سعد زغلول. فالقصائد التي قيلت فيه عند وفاته لا يدركها الحصر. وما لبي الشعراء ينظمون القصائد الطوال احتفالاً بأحياء ذكراه.
إلى هنا ننتهي من الكلام عن الحالة السياسية والاجتماعية والفكرية في مصر في عام ١٨٥٠ - ١٩٥٠م.