طه حسين الذي يقول بأن التعليم حق طبيعي لكل فرد من أفراد الأمة كالماء والهواء لا ينبغي أن يرد عنه أو يحمل على شرائه بالمال كما يشترى البصل والكراث، طه حسين الذي يصور حال المعلمين وما يلقونه من شقاء في العمل ومواجهة أعباء العيش ويطلب لهم ما هم أهله من الحياة الكريمة، طه حسين الذي هاله أن تلقي أسرة المازني حرجاً في معيشتها بعده فطالب بأن ترعاها الدولة، وأن تمتد هذه الرعاية إلى سائر الأدباء وأبنائهم وأسرتهم من بعدهم، طه حسين الكاتب الذي ينبض قلبه بالإنسانية الرفيعة فيبسط شعوره الإنساني في كل ما يكتب، يغضب لصالح المواطنين فيهجم، أو ينهنه من غضبه فيسخر، أو يرى القيود فيتحايل؛ يكتب في شؤون الناس مباشرة، وأحياناً يعود إلى تاريخ الأسلاف فيتخذ منه أغلفة يلفف بها أفكاره ومشاعره، طه حسين الأستاذ الكبير الذي الجيل والتف حوله أدباء الشباب يتلقون عنه الفن ويهرعون إليه كلما حزبهم أمر أو مسهم ضر من من ذوي القلوب الغلف. طه حسين ذلك قد تولى وزارة المعارف، فها هو وزير محدد البرنامج واضح المنهج، ونحن لن نتوانى عن مطالبته بالعمل لتنفيذ برنامجه ما ستطاع إليه سبيلا، وأنا لا أقول بأن كل ما يكتبه الكاتب يستطيعه إذا وكل إليه الأمر، فالكاتب يرسم المثل وقد يقصر من يتصدى للعمل على تطبيقها عن غايتها، ولكن بحسبنا أن نراه جاداً في السبيل ماضياً إلى الهدف.
وقد بقي شيء أريد أن أهمس به في أذن معالي الوزير - ولا بأس هنا بقليل من الرسميات - أريد أن أقول له: لا يغرنك ما ترى من أناس أنت تعرفهم لأنك تراهم الآن حولك يمسحون (الردنجوت) كما كانوا يصنعون في عهدك الأول بوزارة المعارف ولم ترهم منذ ذلك الحين.
مناقشة في أزمة الزواج:
جرت هذه المناقشة في (رابطة مصر أوربا) يوم الثلاثاء الماضي، بين الأستاذ محمد عبد الواحد خلاف بك والأستاذ مظهر سعيد والسيدة مفيدة عبد الرحمن والسيدة أمينة السعيد.
كان الأستاذ خلاف هو مدير الندوة ومعظم الحديث والنقاش فيها بدأ بتمهيد في بيان أهمية الزواج وقال أنه لا يعرف بالضبط هل هناك أزمة زواج بمعنى الإضراب عنه أولا، ولكن الأزمة توجد على الأقل في الحياة الزوجية نفسها. ثم تلته السيدة أمينة، فقالت أنه ليس في