مصر أزمة زواج على وجه عام واستدلت بإحصائية صدرت سنة ١٩٣٧، يتبين منها أن نسبة الرجال المتزوجين في مصر نحو ٦٨ %، وقالت إن أكثر غير المتزوجين هم من شبان الطبقة المتوسطة المتعلمين، أما غيرهم من الفقراء والأغنياء فإقبالهم على الزواج ظاهر ملموس.
وتكلم بعد ذلك الأستاذ مظهر سعيد، فقال إن أزمة الزواج المحصورة في المتعلمين من الطبقة المتوسطة هي في الحقيقة أزمة الزواج في السن المتأخر لأن الشاب يبدأ حياته في الوظيفة بمرتب ضئيل ويتهيب الزواج منتظراً حتى تتحسن حالته المالية. ومن ناحية أخرى ينظر الشاب إلى مستقبله فيراه رهنا بالصلات والوساطات وليس للكفاية والعمل أي اعتبار، فهو يلبث حتى يحصل على الدرجة الخامسة مثلا ليستطيع أن يتقدم إلى أحد الكبار من ذوي النفوذ ليصاهره فيستعين بجاهه.
أما السيدة مفيدة فقد أرجعت الأزمة لا إلى الأسباب الاقتصادية فحسب، بل اعتبرت الناحية الاجتماعية أهم من العوامل الاقتصادية؛ فأفاضت في الكلام عن عدم إعداد الفتاة للحياة البيتية إعداداً صحيحاً وتقصير الدولة في رعاية الأسرة والأطفال، وتحدثت كذلك عن الحالة الخلقية السيئة التي انغمست فيها الفتاة بانعدام الرقابة عليها.
ولخص خلاف بك الموقف بعد ذلك، وأضاف إلى ما ذكر من أسباب الأزمة ميل الشاب إلى التخفف من التبعات وإيثاره المتعة المنوعة الرخيصة، والاستنارة العامة التي تدفع إلى طلب المستوى العالي في جمال الفتاة وثقافتها.
وعادت السيدة أمينة إلى الحديث فحبذت الزواج المتأخر ذاهبة إلى أن الرجل في مقتبل شبابه يعجبه في المرأة ما لا يعجبه إذا تقدم في السن إذ يرتفع مستوى ما يطلبه من جمال أكثر من قبل، فإذا تزوج مبكراً أدى ذلك إلى عدم الاتفاق فيما بعد. ومما قالته أن حالة الزواج في مصر أسعد منها في البلاد الأجنبية الغربية سواء من حيث نسبة الزواج أو من حيث السعادة الزوجية، لأن الزوجين العاملين هناك لا يلتقيان إلا متعبين مكدودين.
ولما عاد الأستاذ مظهر إلى الكلام قال أنه يرجع الأزمة إلى عامل نفسي أهم من الاقتصاديات والاجتماعيات، ذلك أن الشاب لا يشعر بالاستقرار في هذه الحياة المضطربة، والنفسية غير المستقرة تتهيب الإقدام على الأمور. وهون الأستاذ من شأن الناحية