الاقتصادية بأن الشاب العزب ينفق وحده ما يكفي زوجين، وذهب إلى أن أسباب المتعة المحرمة غير ميسورة كما يقال. وركز الموضوع في الناحية النفسية وقال إن حل المشاكل إنما هو في القضاء على أسباب الحيرة والاضطراب ليصل الشاب إلى الطمأنينة النفسية التي تدفعه إلى الإيمان بالله وأن لكل مخلوق رزقه أو إلى الثقة بنفسه وهمته.
وقد جرت المناقشة هادئة يكاد يتفق المتناقشون في الرأي. وكان المتخيل من تأليف المتناقشين أنهم جبهتان جبهة الرجل وجبهة المرأة؛ ولكن الذي وقع هو الخلاف في بعض النقط بين السيدتين. . . فكادت المعركة الكلامية تنشب بينهما لولا جنوحهما آخر الأمر إلى الملاينة وإيثارهما المحاسنة، فكانت كل منهما مثالا للسيدة المثقفة، وقد اختلفنا في ثلاث نقط الأولى أن السيدة مفيدة اعترضت على إحصائية سنة ١٩٣٧ إذ تغيرت الأحوال بعدها، فاحتدت السيدة أمينة في الرد قائلة إن زميلتها سألتها فيما بينهما لماذا أنت بالإحصائية القديمة فأجابتها بأنها آخر إحصائية، ثم استغلت ذلك في المناقشة العلنية. وأبانت السيدة أمينة أن الإقبال على الزواج زاد في خلال الحرب ثم رجعت الحال إلى ما كانت عليه، ولكن من أين عرفت ذلك وهي نفسها تقول إن إحصائية سنة ١٩٣٧ هي آخر إحصائية؟ والنقطة الثانية هي أن السيدة مفيدة عارضت تحبيذ الزواج المتأخر، وألقت التبعة في تغير الرجل وانعدام حبه لزوجته إلى الزوجة، لأنها لا تظل على العناية بنظافتها ومظهرها التي تكون في أول عهد الزواج، بل تهمل نفسها بحيث لا يراها الزوج على ما يحب. أما النقطة الثالثة فهي مسألة الزوجين العاملين فقد دافعت السيدة مفيدة عن هذه الزوجية وقالت إن الواقع ينطق بما فيها من السعادة والوفاق.
وقد لاحظت أن الجميع اتفقوا على التهوين من شأن أزمة الزواج حتى كادوا يقولون بأنها غير موجودة. ثم استرسلوا بعد ذلك في بسط الأسباب الداعية حتما إلى أزمة لاشك فيها. . . والواقع أن الحال أشد مما صوروها، فالأزمة وان كان محصورة حقاً في شباب الطبقة المتوسطة إلا أنها قائمة بينهم بدرجة خطيرة، وهم خلاصة أبناء الأمة الذين يعول عليهم في شئونها ومستقبلها.
ولم تخل الندوة من بعض الدعابات والفكاهات، فقد لاحظ الحاضرون أن السيدة أمينة تكثر من كلمة (مظهر) حتى قالت عن شيء أنه مظهر شيء. فقال خلاف بك: لا أنه (مظهر