بالإذاعة. إن كلماتها، تلك الكلمات الصبيانية التي بعث بها بتهوفن إلى مخترع المترونوم، كانت تتردد في خاطرها، وترن في شكل مثير في أركان ذاكرتها
كيف حالك كيف حالك كيف حالك
يا عزيزي يا عزيزي السيد ملزو
أو ما أشبه ذلك، فإنها لم تكن واثقة من الكلمات، تلك التي تثابر على التردد في ذاكرتها منذ بدء عزف الجزء الثاني من السيموفنية، وتقرع كالمترونوم تك، تك، تك، بلا نهاية. ومهما يكن من شيء، فإن المترونوم والأغنية قد ركزا فيها شعور البغضاء نحو ابن زوجة فار الأولى.
وحاولت أن تنبذ الأغنية من ذاكرتها. وفجأة، أخذت تتساءل: ترى أين أخفت المترونوم؟ كان في الواقع لطيف الشكل حديث الطراز، ذا قاعدة فضية ثقيلة، وثقل صغير فوق بندول من الصلب ممتد إلى أعلى أمام اللوحة الفضية المنحنية. إنها لم تستلم لأولى نزواتها فتحطمه، فقد كانت تظن أنها ستصنع منه حلية جميلة بعد ما يرحل جيمي، ولو أنه كان يخص والدته. ثم فكرت في ما رجوت، لابد وأن تكون مسرورة لأنها بعثت بجيمي إليها.
ألا يجوز أنها وضعت المترونوم في أ؛ د أرفف خزانة ملابسها. ربما. . . كان من الغريب عليها ألا تذكر شيئاً. ورقدت تفكر فيه. كم يكون جذاباً عندما تضعه على البيانو الكبير، حلية فريدة قائمة عليه، فضة تضارب سواد البيانو. وعلى حين غرة، اقتحم صوت المترونوم تفكيرها. ما أغرب ذلك! إنها تسمع دقاته الآن في الوقت الذي تتمثله في خاطرها! وبدا الصوت في غاية الوضوح. تك - تك، تك - تك - تك - تك -. وحاولت دون جدوى التأكد من مصدرها. كان يبدو أنه يزداد دويا وضجيجا ثم يتلاشى. وكان ذلك غريباً عليها. وفكرت، أنه لم يسبق لها أن سمعته كما تسمعه الآن، حتى في الوقت الذي كان جيمي يمزح معها فيسمعها دقاته. وجعلت تصغي في انتباه.
وفجأة، خطر لها ما بعث القشعريرة في جسدها، وكنم أنفاسها لحظة، ألم تخبئ المترونوم بعد أن أعطاه لها جيمي لتملأه اجل إنها فعلت ذلك. ما لم تكن قد خانتها ذاكرتها إذاً، أنه لا يستطيع أن يدق الآن، لأنه فارغ، لم يملأ بعد. وسرعان ما تساءلت: ألا يكون أر نولد قد وجده وملأه على سبيل المزاح، ثم جعله يتحرك في هذا الوقت؟ وألقت بنظرة على ساعة