معصمها. كان الوقت قد قارب الوحدة. أنها لا تعتقد أن أر نولد قادر على مثل هذا المزاح، فهو لابد مخبرها عن وجوده فيقول لها (انظري. لقد ظننت أنك أخبرتني بأن جيمي قد فقده. وهاأنذا قد عثرت عليه فوق أحد أرففك. ومن غير المحتمل أن يكون قد وضع هناك من تلقاء نفسه) وعاد إليها تفكيرها في أنها قد خبأته في مكان بعيداً عن متناول يد جيمي. ثم أصغت: تك - تك - تك - تك - تك - تك. وحدثت نفسها قائلة:
أسمعه أر نولد؟ إن ذلك بعيد الاحتمال، فهو دائماً ثقيل النوم
وترددت هنيهة قبل أن تقوم وتبحث عن مصباحها الكهربائي في الظلام. ثم توجهت إلى خزانة ملابسها وفتحت الباب، ومدت يدها الممسكة بالمصباح تحترق الظلام الدامس، ثم أصغت. كلا، لم يكن المترونوم هناك. ومع ذلك، لم تتمالك من جذب صندوق القبعات جانباً حتى تتأكد. فطالما أخفت بعض الأشياء هناك. وأخيراً انسحبت من الخزانة ووقفت مستندة على بابها المغلق، وقطبت بين حاجبيها في غضب: يا الهي! أكتب عليها أن تسمع هذه الدقات الجهنمية حتى بعد موت جيمي؟ وتحركت في عزم صوب باب حجرتها. وفجأة صدم عقلها صوت جديد. هنالك شخص يسير على بعد من الباب في ناحية ما، يمشي في خطى خفيفة خافتة.
بطبيعة الحال، كان تفكيرها منصباً بادئ ذي بدء على أرنولد، وفي الوقت الذي انبعث فيه تفكيرها سمعت صرير فراش زوجها. وودت لو اعتقدت أن الخادم أو الطاهية قد عادت إلى الدار لسبب ما. ولكنها لم تهضم هذه الفكرة السخيفة في عودة أحدهما إلى الدار في ذلك الوقت المتأخر من الليل ولو لأي سبب. وليس من المعقول أن يكون قد اقتحم الدار لصوص.
وترددت في وضع يدها على مقبض الباب. وأخيراً فتحته شبه غاضبة وتطلعت إلى البهو، وقد أمسكت بمصباحها وصوبته. لم يكن هناك أحد. ومع ذلك؛ ودت لو رأت أحداً هناك. ما أسخف تفكيرها! وتملكتها ثورة جامحة. وفي نفس اللحظة سمعت وقع الأقدام مره أخرى، خفيفة بعيدة، تبدو خافته الصوت من أسفل الدرج. وكانت دقات المترونوم قد أصبحت أكثر تردداً ودويا حتى أنها خشيت أن يستيقظ أرنولد بسببها. ثم أقبل صوت غمر كيانها برعب بارد، صوت صبي ينشد من مكان ناء: