للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محاولات فاشلة، جعلت تبحث عن شيء يساعدها على فتحه. كان الطفل بجوارها وقد أرتكن بيده في خفة على الباب. وكانت لمسته كافية لجعله لا ينفتح، ثم حاولت مرة أخرى، وتحرك المقبض في يدها كما تحرك من قبل دون أن ينفتح الباب. وكان الطفل لا يزال واقفاً هناك أمامها، ثم حاولت فتح النافذة، فدفعت قفلها بيدها الخالية فلم يتحرك، وشعرت، حتى قبل أن تنظر، أن يد الطفل مستقرة على النافذة يداً شفافة ذات بياض شاحب وقد انحنت قليلاً على زجاج النافذة.

ووجدت نفس النتيجة في نافذة الحجرة الأخرى. وعندما حاولت أن ترفع يدها لتكسر الزجاج لاحظت أن الطفل قد وقف أمامها، فلم تستطيع يدها اختراق الهواء إلى الزجاج وأخيراً استدارت وانسحبت إلى الركن المظلم الواقع خلف البيانو وهي تعول في رعب وفي لحظة كان الطفل بجوارها. وشعرت به يشيع برداً قارساً مخيفاً اخترق ردائها الليل الرفيع.

وأجهشت بالبكاء وهي تقول اذهب، اذهب، ثم شعرت بوجه الطفل يقترب من وجهها، وبعينيه تبحثان عن عينيها، وتتهمانها وبأصابعه الخفية تمتد

لتلمسها. وفي صرخة متوحشة من الرعب انتقلت منه هاربة، وحاولت مرة أخرى فتح الباب إلا أن الطفل كان هناك قبل أن تضع يدها على المقبض. وعرفت دون أن تحركه أن محاولاتها ذاهبة أدراج الرياح. ثم حاولت أن تشعل النور، بيد أنها شعرت بنفس المؤثر الذي منعها من اغتصاب النافذة. ومرة أخرى أخذت تبحث عن ركن مظلم أمين. ولكن الطفل عثر عليها واقترب منها كحيوان يبحث عن الدفء.

وفجأة، انهارت قواها العقلية وتهاوت؛ وشعرت بخوف جارف يغزو عقلها. وأخذت تضرب على الجدران المحيطة بها بقبضتي يديها. ثم وجدت صوتها؛ فصرخت لتتحرر من الرعب الشرير الذي سيطر عليها.

وكان آخر ما شعرت بن أن الطفل يجذبها من وسطها بيديه الخفيتين، ثم سقطت متهالكة بجوار الحائط. وصدمها شيء صدمة قوية في جبهتها. وفي نفس اللحظة كان جسم الطفل اللين ينضغط على وجهها. ثم شملها الظلام.

وفي صباح اليوم التالي وجد أرنولد فار زوجته راقدة بجوار الحائط على مقربة من البيانو

<<  <  ج:
ص:  >  >>