للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يحدث عن أحوال الجاهلية وأنهم كانوا يتشاءمون من ثلاثة - وفي رواية لها أن أبا هريرة لم يحفظ والأخذ بهذا الحديث يعارض الأصل القطعي (أن الأمر كله لله)

ولما روى أبو هريرة: أن رسول الله قال (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً ودماً خير له من أن يمتلئ شعراً) قالت عائشة: أنه لم يحفظ، إنما قال (. . . من أن يمتلئ شعراً هجيتُ به)

ومما استنكرته على أبي هريرة أنه لما روي حديث (من أصبح جُنباً فلا صوم عليه) قالت: إن رسول الله كان يدركه الفجر وهو جنب من غير احتلام فيغتسل ويصوم. وبعت إلى أبي هريرة أن لا يحدث بهذا الحديث فأذعن وقال: إنها أعلم مني

ولهذا الحديث قصة لا بأس من إيرادها لأنها طريفة (في كتاب اختلاف الحديث للشافعي أن أبا بكر بن عبد الرحمن قال.

كنت أنا وأبي عند مروان بن الحكم - وهو أمير على المدينة من قبل معاوية - فذكر له، أن أبا هريرة يقول (من أصبح جُنباً أفطر ذلك اليوم) فقال مروان: أقسمت عليك يا أبا عبد الرحمن لتذهبن إلى أمَّي المؤمنين عائشة وأم سلمة فتسألهما عن ذلك، أما عائشة فقد قالت: ليس كما قال أبو هريرة يا أبا عبد الرحمن: أترغب عما كان رسول الله يفعله؟ فقال عبد الرحمن لا والله. قالت عائشة: فأشهد على رسول الله أنه كان ليصبح جنباً من جماع غير احتلام ثم يصوم ذلك اليوم. ثم دخلا على أم سلمة فقالت مثل ما قالت عائشة ثم حينا مروان فقال له عبد الرحمن ما قالتا. فقال مروان أقسمت عليك يا أبا محمد لتركن دابتي فلتأتين أبا هريرة وتخبره بذلك، ولما أتى أبا هريرة وذكر له ما سمع، قال أبو هريرة (لا علم لي بذلك إنما أخبرني مخبر. . .)

وفي رواية للحافظ ابن حجر في فتح الباري في (باب الصائم يصبح جنباً) أن مروان قال لعبد الرحمن لتفزِّ عن بها أبا هريرة فكره ذلك عبد الرحمن. ولما اجتمع به بذي الحليفة - وكانت لأبي هريرة أرض هناك قال له إني ذاكر لك أمراً ولولا مروان أقسم على فيه لم أذكره لك! فذكر قول عائشة وأم سلمة فقال كذلك حدثني الفضل بن العباس.

وبعد أن ذكر ابن حجر أن هذا الحديث قد رواه مسلم قال: وكان هذا بعد أن سمع مروان أن أبا هريرة كان يفتي الناس أنه (متى أصبح جنباً فلا يصوم ذلك اليوم) وأنه كان يرفع ذلك إلى النبي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>