للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفي رواية للنسائي أن مروان قال لعبد الرحمن: إلق أبا هريرة فحدثه بهذا! أنه لجاري، وإني لأكره أن أستقبله بما يكره! فقال اعزم عليك لتلقينه.

وفي رواية معمر عن ابن شهاب: أن أبا هريرة، لما ذكر له عبد الرحمن قول عائشة وأم سلمة (تلون وجهه).

ولأحمد أن أبا هريرة قال: ورب هذا البيت ما أنا قلت: من أدراك الصبح وهو جنب فلا يصم: محمد ورب الكعبة قاله!!

ولا نتوسع بإيراد أمثلة أخرى مما استدركته عائشة على الصحابة عامة - وعلى أبي هريرة خاصة الذي كان أول راوية اتهم في الإسلام أكذبه عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، قال ابن قتيبة في كتابه (تأويل مختلف الحديث) بعد أن ذكر أسماء الذين كانوا ينكرون عليه من كبار الصحابة ما يلي:

(وكانت عائشة رضي الله عنها أشدهم إنكاراً عليه لتطاول الأيام بها وبه)

وكانت عائشة تَردُ كل ما يروي من الأخبار مخالفاً للقرآن وتحمل رواية الصادق من الصحابة على خطأ السمع وسوء الفهم ولم تكن تفعل ذلك إلا لأنها بلغت من الحفظ والفهم منزلة لا تنال.

قال عطاء بن أبي رباح، كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس، وقال عروة: ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بشعر من عائشة. وقال أبو موسى الأشعري (ما أشكل علينا، أصحاب محمد من حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً. وقال الإسماعيلي: كانت عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم ما لا مزيد عليه.

ولا نستوفي كل ما قيل في فضلها رضي الله عنها

المنصورة

محمود أبو ربه

<<  <  ج:
ص:  >  >>