أيام الحرب الاتحاد المصري الإنجليزي. ولا شك أن أغراض هذه الجمعيات حقيقة بالاهتمام بها والاتجاه إليها، بصرف النظر عما لابس الاتحاد المصري الإنجليزي من اعتبارات لم تكن في صالح الجانب المصري.
ومهما يكن من شيء فإن الروابط بين مصر والباكستان باعتبارهما أمتين إسلاميتين كبيرتين أقوى من صلات مصر بأمم الغرب، وهذه حقيقة ثابتة في النفوس ولكنها تحتاج إلى تعهد وتنظيم، ويرجى من الجمعية المنشورة أن تكون أداة لذلك وأن تتخذ من النشاط الثقافي دعامة التوطيد والتدعيم.
ويرى أصحاب الفكرة - وهم على حق فيما يرون - أن الهيئات الرسمية مصرية وباكستانية ينبغي لها أن ترعى هذه الجمعية وتعينها على أهدافها ومن الإنصاف أن نذكر في هذا الصدد الجهود الموفقة التي تبذلها السفارة الباكستانية ومكتب صحافة الباكستان بالقاهرة في النواحي الاجتماعية والثقافية، وأقد بذلك الاجتماعات والاحتفالات التي تقيمها في المناسبات الإسلامية والتي يتجلى فيها شعور المودة ويشاد فيها بالمثل الإسلامية التي تجمع الشمل وتوحي بالتعاون لتحقيق الغايات. ويؤسفني أن اذكر تواني وزارة المعارف والأزهر في الاستجابة للرغبات الباكستانية التي تقدم بها سعاد علي بك باشا سفير مصر في باكستان إلى الحكومة المصرية، إذ كتب منذ عام تقريراً ذكر فيه إقبال الباكستانيين على تعلم اللغة العربية والثقافة الإسلامية وأنهم يعدون العربية لغة ضرورية لفهم القرآن الكريم والأحاديث النبوية وللتخاطب مع الأمم الإسلامية والعربية. واقترح في تقريره وسائل تحقيق ذلك وهي تنحصر في العون العلمي من وزارة المعارف والأزهر. وقد قضت هذه المقترحات عاماً من عمرها في الكهف. . . وأرجو ألا يطول بها السبات