للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملابسه بسرعة وذهب إلى سريره وأخذ يفكر وهو ينظر إلى السقف غني لأعجب من تكون! كان شعور الزيت مازال على عنقه والإحساس بالرطوبة حول فمه وخيال فتاة، لها كتفان ذات الرداء البنفسجي ووجنات ذات الثوب الأسود وخدها وملابس تلك ومجوهراتها تلوح أبداً في مخيلته وحين يغمض عينيه يسمع الخطوات المسرعة وحفيف الثوب وصوت اقبله وشعور عميق بالسرور يتملكه لم يفارقه حتى وهو نائم.

وفي الصباح غادرت الفرقة القرية، ولما مروا بمنزل فون رابك نظر يابوفتش إلى المنزل وكانت الستائر مسدلة فلا ريب أنهم ما زالوا نائمين. وهي أيضاً نائمة. . . وتخيلها على فراشها وغرفة نومها ذات النافذة المفتوحة تطل منها غضون الحور وهواء الصبح المنعش ومنظر الورود والبنفسج، والسرير، وكرسي إلى جانبه على ثوبها الذي كانت ترتديه بالأمس وخفيها إلى جانيه. وساعتها على منضدة كل هذه الأشياء رآها بالأمس بوضوح لكن الوجه! كانت صورته تنزلق من خياله كالزئبق من بين الأصابع. ولما أوشكت القرية أن تختفي عن ناظريه شعر رياوفتش بالأسى كأنه خلف فيها شخصاً قريباً إليه عزيزاً لديه ولما وصلت الفرق إلى مقصدها واستقر الضباط في خيامهم جلس ريابوفتش مع لوسكو ومرسليكوف يتناولن العشاء وكان مرسليكوف يأكل ببطيء وهو يطالع جريدة على ركبتيه ولوتكو يتكلم دون انقطاع ويمضي في ملأ كأسه بالخمر أما ربايوفتش فكان مازال غارقاً في أحلامه يأكل في سكون بعد أن شرب ثلاثة كؤوس أمضه الصمت وشعر برغبة ملحة في أ، يقضي إلى زميليه بعواطفه الجديدة فقال وهو يحاول أن يخفي تأثره ويجعل الصوت عادياً. . . حدثت لي حداثة مضحكة عند آل رابك ذهبت إلى غرفة البليارد كما تعلمون. . .

وابتدأ يقص الحادثة بتفاصيلها ودهش إذ لم يستغرق سردها إلا وقتاً قصيراً - أقل من دقيقة - وكان يظنها تستغرق الليل بأكمله. ولما كان لوبتكو كذاباً جريئاً فلم يكن يصدق أحداً لذلك ابتسم ابتسامة الشك. أما مرسليا كوف فقد رفع حاجبين دون أن يرفع نظره من الجريدة وقال. . . حادثة غريبة ولا ريب. أن ترمي بنفسها في أحضان رجل دون كلمة. لابد أن الفتاة عصبية على ما أعتقد!. فوافق ريابوفتش قائلاً. لا ريب في ذلك. . . عندئذ بدأ ريابوفتش يقول. حدثت لي ذات مرة حادثة مماثلة كنت مسافراً إلى كوفنا في العام

<<  <  ج:
ص:  >  >>