للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تحليل موجز لأشهر ملاهي موليير

كانت الملهاة قبل موليير تعتمد على قوة المواقف بدلاً من تصوير العواطف، وعلى المضحكات الخيالية بدلاً من المضحكات الطبيعية، وعلى أسماء الأشخاص، وعلى العمل الخارق المستحيل بدلاً من العمل الواقعي الممكن. فكانت خليطاً مهما من الأسماء، ومكارم ساقطة من السماء، عفواً في موضع الانتقام، ومزيجاً غريباُ من التقاليد الإغريقية والرومانية والأسبانية والإيطالية. فجاء الملهاة الفنية الحقيقة لجميع العالم، ولذلك نكتفي بان نحلل بعض ملاهيه نموذجاً لبناء الملهاة، وتقسيم فصولها، وتدبير عملها، وتدريج جاذبيتها.

صورة لرجل طريم غالي في الصراحة والتشدد حتى كان موضع الهزء والسخرية، وهي من الملاهي الخلقية التي لا وجود للعمل الروائي فيها. أهم أشخاصها: ألست المتوحش، وهو خطيب سليمين، وفيلنت صديق ألست، وهو رجل لطيف المعاشر، إلا انه مفرط المزاح، وسليمين فتاة أرملة تسعى إلى الإعجاب من طريق الزهو والصلف، وأورنت حبيب آخر لسليمين، وليانت بنت عم سيليمن، وآكاست وكلتياندر مركيزان، وارسيونية صديقة سليمين. وقد وقعت حوادثها في باريس في قصر سليمين.

الفصل الأول:

السست وصديقه فيلنت في قصر سيلمين ينتظران خروجهما عليهما، وفي أثناء، ذلك يؤنب ألست صديقة فيلنت على أنه لقي رجلاً في عرض الشارع لا يكاد يعرفه، فبالغ تحيته وإكرامه. فهو يقول له: إن مثل هذا العمل لا يزكو بالحر ولا يتسع له العذر. فيلنت يجيبه في مداعبة ورفق: إن المرء مادام في الناس مقضى عليه أن يسايرهم بالمصانعة، وبعاشرهم بالموادعة، والحياة تحب التظرف، والعقل يكره التطرف. ولكن الست مسرف في بغض الناس فلا يستمع له، حتى أن له قضية منظورة في المحكمة لا يفكر فيها ولا يشغل باله بها إعتماداً على ظهور حقه، بل يتمنى أن يخسرها لتهيئ له أسباب السخط والحفيظة على ظلم الإنسان. على انه بالغرم من انقباضه واستحياشه يحب الفتاة أرملة تدعى سليمين، ولكنه يعترف بدلالها وخلاعتها، وبأسف لأنها تستقبل في بيتها كثيراُ من الخطاب والأحباب، وهو لذلك يريد أن يستطلع رأيها في الموضوع. ويدخل على الصديقين

<<  <  ج:
ص:  >  >>