البحث العلمي أن نستنبط طرقاً جديدة لصناعة هذه المواد في مصر لربحنا ثروة طائلة).
مات وقد ترك للمشتغلين بالعلم والثقافة مجموعة من الكتب الجميلة الممتعة على الرغم من أنها في موضوع خاص، وستقول البعض إن هذه الكتب قليلة وصغيرة، بيد أن العلم لا يقاس بالحجم ولا يطالب العالم بالشرح والتطويل ولا يسأل عن التفاصيل والتفسير، فذاك من عمل التلاميذ والمريدين، وأينشتين نفسه لم يكتب سوى مذكرات بسيطة على صورة مقالات وكانت بحوثه دائماً على شكل لمحات خاطفة. وتلك طبيعة العلماء، ولكن مع هذا فستجد نوعاً من الجمال والتفصيل في كتب مشرفة التي قصد بها إلى الناس كيما تؤثر في عقولهم وكيما تفتح قلوبهم وكيما تعمق من احساساتهم بالحياة، أنظر مثلاً في كتابه (العلم والحياة) الذي صدر ضمن مجموعة (أقرأ) بتاريخ أول يناير ١٩٤٦، فستلمس فيه، إلى جانب الروح العلمية والفلسفية والبحث الواقعي الدقيق تفصيلاً واضحاً يلائم الدراسة التي تعمل في اتجاه معين؛ وتسيطر عليه فكرة خاصة، ويخدم نوعاً بالذات من أنواع المعرفة.
أما كتابه عن الذرة والقنابل الذرية فقد جاء صدى لما في عقله من معلومات ثمينة خاصة بهذا الموضوع، وكانت هذه المسألة دائماً محل عنايته فجاء كتابه من بين أوفى الكتب في هذا الموضوع وأصبح يعد من مصاف الكتب التي ألفها علماء الغرب في هذه الناحية. وأهم ما يميز الرجل في هذا الكتاب أنه كان واقعياً إلى أقصى درجة، فلم يحاول أن يكون حالماً أو أن يتأثر بنزعة إنسانية في الوقت الذي تتصارع فيه الدول عن طريق العلم وتستخدم الطاقة الذرية من أجل ترفيه شؤونها وحماية ممتلكاتها، أو في الوقت الذي تنشئ فيه كل دولة من الدول لجنة خاصة مزودة بما يلزمها من المعامل والعدد والأموال والرجال حتى تشترك اشتراكاً فعلياً في نتائج هذه البحوث. إنه يؤمن بأن العلم في خدمة الإنسان دائماً، وما دام كذلك فيستحيل أن نفق مكتوفي الأيدي بازاء هذه الظاهرة الحضارية الممتارة في العلم الحديث وفي الصناعة الحديثة. استمع إليه إذ يقول: إن خير وسيلة لاتقاء العدوان أن تكون قادراً على رده بمثله، وينطبق ذلك على الأسلحة العلمية أكثر من انطباقه على أي شيء آخر. . . فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا كل شيء، ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب. .)
وخلاصة ما يقال عن اتجاه مشرفة من الناحية العلمية الخالصة هو أنه قد تأثر بالحركة