من الكهارب الضوئية وبعض الظاهرات الأخرى التي اكتشفها العلماء حديثاً والتي تدل على أن الضوء مكون من جسيمات ومن فوتونات أو ضوئيات كما نقول في العصر الحديث.
والحل الوحيد الذي يمكن أن ينقذ العلماء من هذه الورطة هو القول بأنها المظهر التموجي للضوء والمظهر الجسمي للضوء عبارة عن مظهرين متكاملين أو وجهين إضافيين لحقيقة واحدة، وأهم فائدة يمكن أن يجبنها العلم من هذا الزعم الجديد أو من هذه التركيبة الجديدة هو الوصول إلى فهم الموجات والجسيمات بوصفها مترابطين ترابطاً كلاً في الطبيعة أو على الأقل في حالة الضوء، ومن ثم استطعنا في العصر الحاضر أن نقيم علماً كاملاً بناء على هذه النظرية وهو المكيانيكا التموجية.
وكان مشرفة واحداً من أخطر العلماء الذين اتجهوا في هذا الاتجاه وأبدعوا هذه النظرية، ولم يتوان عن تأييد هذا المنحي الجديد بكل ما أوتي من جسارة وقدرة على التدليل وفهم لحقيقة الأمور ونشر أبحاثه هذه في نشرات الجمعية البريطانية للعلوم في عام ١٩٢٩ حيث استطاع أن يثبت أن المادة إشعاع في اصلها وأنه من الممكن أن تنتهي بالتحليل إلى باطن المادة أو إلى صفاتها الحقيقية فيظهر لنا ما فيها من طبيعة الإشعاع ويتكشف لنا من خصائصها شيء آخر غير ما نراه بالعيون ونلمسه على هيئة جامدة في حياتنا العامة.
وفي النهاية نقول إن مشرفة هو مثال الجندي الباسل الذي سقط في ميدان قلما يثابر على المضي فيه سوى الشجعان من أرباب الذكاء النادر والمقدرة الفائقة، لقد كان يعمل بوحي من هؤلاء العلماء الذين تتلمذ عليهم والذين قاموا بتسخير الطاقة الذرية. . . كما يقول هو نفسه في نهاية كتابه عن الذرة. . . لخدمة بلادهم ولا دافع لهم غير باعث الإيمان. . . الإيمان بحق وطنهم عليهم وحق هذا الوطن في أن يحيا وأن يحتفظ بمثله الاجتماعية والروحية.
كان الرجل عالماً في غير ادعاء، وإن بلغت نفسه أحياناً إلى حب الثورة والسخط فلأننا لم نحاول أن نعطيه من المكانة ما يليق بالإنسان العادي فضلاً عن الإنسان الممتاز، وإذا كانت حياته قد اتصفت ببعض الاضطرابات والقلقلة فأتما جاء هذا كله من التغاضي عما له من حق في أن يعيش الحياة الملائمة في الجو العلمي الذي يطلبه وعن حقه في الوصول إلى