للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن قلاوون، ومن بعده للسلطان محمود قازان، ودعا للمسلمين والأمراء، ورفع كتاب قازان إلى ملك مصر.

كتاب غازان:

فض الملك كتاب غازان وقرأه ليلاً ولم يطلع عليه الأمراء صباحاً، إذ جمعهم مع أكثر العسكر وقرئ الكتاب عليهم، ونقتبس من مضمونه.

(بسم الله الرحمن الرحيم)، وننهي بعد إهداء السلام إليكم أن الله عز وجل جعلنا وإياكم أهل ملة واحدة، وشرفنا بدين الإسلام وأيدنا، وندبنا لإقامة منارة وسددنا، وكان بيننا وبينكم ما كان بقضاء الله وقدره. . . والآن فأنا وإياكم لم نزل على كلمة الإسلام مجتمعين، فنرجع الآن في إصلاح الرعايا، ونجتهد وإياكم على العدل في سائر القضايا، فقد أنضرت بيننا وبينكم حال البلاد وسكانها، ومنعها الخوف من القرار في أوطانها. . . ونحن نعلم أننا نُسأل عن ذلك ونحاسب عليه، وأن الله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وأن جميع ما كان وما يكون في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. وأنت تعلم أيها الملك الجليل، أنني وأنت مطالبون بالحقير والجليل، وإننا مسؤولون عما جناه أقل من وليناه، وأن مصيرنا إلى الله، وأنا معتقدون الإسلام قولاً وعملاً ونية، عاملون بفروضه في كل وصية، وقد حملنا قاضي القضاة، علامة الوقت وحجة الإسلام وبقية السلف كمال الدين أعزه الله تعالى مشافهة يعيدها على سمع الملك والعمدة عليها، فإذا عاد من الملك جواب فليسير لنا هدية الديار المصرية، لنعلم بإرسالها أن قد حصل منكم في إجابتنا للصلح صدق النية، ونهدي إليكم من بلادنا ما يليق أن نهديه إليكم، والسلام الطيب منا عليكم)

مشورة:

تشاور الملك والأمراه فيما يردون به على قازان، ثم بدا لهم قبل أن يقطعوا برأي الاستئناس برأي القاضي الفاضل رئيس وفد قازان، فقد كان رفيع المنزلة، مأمون المشورة لعلمة وفضله وزهده وورعه فقالوا له: (أنت من أكابر العلماء وخار المسلمين وتعلم ما يجب عليك من حقوق الإسلام والنصيحة للدين ونحن ما نقاتل إلا في سبيل الله، فإن كان

<<  <  ج:
ص:  >  >>