وفي الوقت نفسه سأجد فرصة إذا أصابني الفشل، لأزعم أنني واحد من هؤلاء الذين يسبقون أو انهم ويتقدمون عصرهم. وهذا غير طبيعي عندما أكون مالكاً للأداة أو الوسيلة التي تعينني على تحقيق أغراضي والتي تكفل لي كل ما أتمناه على أيدي القراء (المحترمين) من رخاء ومجد، وتلك هي وسيلة الإغراء بالكتابات المكشوفة.
بعد هذا نحاول أن ننظر في المضرة التي تقع من جراء الصراحة الجنسية والتأثير الغريزي فإذا بالحقيقة تشدهنا وإذا بالتجارب تسخر منا للعلل الآتية: أولاً لأن هذا العمل من جانب الأديب الحريص يكون أجدى على قارئه مما لو استخدم الجد والوقار والفضيلة، وثانياً لأن هذه المسائل لم تعد جديرة بأن يتحفظ الإنسان عندما يتكلم فيها ويذكر تفاصيلها كما هو الحال من قبل. وثالثاًلأن الأسلوب الرمزي قد يؤدي إلى أخطر النتائج في التأثير على نفسية القارئ كما أنه يسهل على الأديب - وهذه هي العلة الرابعة - في تلك الآونة أن يملأ دماغ القارئ بما يجب أن يذيعه من المبادئ والآراء، ذلك أن القارئ يكون في حالة التأثر بما يقرأ في هذه الناحية شديد الحساسية مرهب الشعور، فينتهز الكاتب تلك الفرصة من أجل أن يقحم الأفكار إلى رأسه فيكون لها مفعولها في روحه ووجدانه وعقله جميعاً
وهكذا تراني في جانب هذه الطائفة من الأدباء الذين استطاعوا أن يعرفوا موقفهم بالضبط وأن يدركوا مهمتهم على الوجه الصحيح فإذا طلبت إلي أن أقول كلمة واحدة في هذا الباب تواريت واستحيت، وطلبت منك الغفران لهذه الظاهرة التي تلمسها بوضوح فينا جميعاً، وهي أننا نقفز بالعقول إلى الأشياء التي لم تستطع عواطفنا بعد أن تتقبلها راضية مطمئنة.