للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولا يحفلون بقائله. فلم ير الشاعر بداً من أن يكون شيعياً يهتم بالمعاني الشيعية التي تستهوي آل عون.

أنظر إليه حين يقول في مدح الشريف عبد الله بن عون:

ومن ذا الذي أحرى بمجدك منهم ... ومدحك في التنزيل جاء محرراً

وأعلى ملوك الأرض كسرى ولم يك ... ن له نسب دانى البتول وحيدرا

وإن كان بالإبوان أظهر فخره ... فحسبك بالمحراب والبيت مظهرا

غلى خير خلق الله تنمى أصولكم ... فكنتم به من الناس أكرم عنصرا

وأنتم بنوه والذين بفضلهم ... أتى الروح بالذكر المبين مخبرا

ومن ذا الذي بالشعر يبلغ مدحكم ... وفي هل أتى ما قد أتى وتصدرا

وانظر إليه حين يمدح شيخ السادة العلوية بالمدينة:

أهلا وسهلا بغبن بنت محمد ... نجل الحسين ومعدن الحسنات

أهلا بزهرة فرع أصل طاهر ... غرسته أيدي الوحي والآيات

شرف على الشهب المنيرة مشرف ... مترفع عن عرضه الشبهات

نسب قد انتظمن عقود جمانه ... بيد التعفف لا يد الشهوات

أورومة طابت فروع أطولها ... رفعت بإسناد وصدق رواة

تلك التي غرس النبي لدوحها ... فأتت بكم من أطيب الثمرات

فأنت ترى أن اهتمام الشاعر بالمعنى كان مسيطراً عليه في هاتين القصيدتين وفي غيرهما مما نظمه في أشراف مكة. وقد اجتهد في الضرب على الوتر الحساس الذي تهوى إليه أفئدتهم. وتقمص الساعاتي في هذه المدائح شخصية ابن هانئ الأندلسي وأغار على كثير من معانيه. مثال ذلك قوله:

ومن ذا الذي أحرى بمجدك منهم ... ومدحك في التنزيل جاء محررا

فمأخوذ من قول ابن هانئ:

فرحت بمبعثك السماوات العلا ... وتنزل القرآن فيك مديحا

وقوله:

وينظم في الوصف الشريف قلائدا ... وأبلغ منها قول أحكم حاكم

<<  <  ج:
ص:  >  >>