مأخوذة من قول ابن هانئ:
والله في علياك أصدق قائل ... فكأن قول القائلين هذاء
مدح الساعاتي الشريف ابن عون بقصيدة جاء فيها:
رقت لرقة حالتي الأهواء ... وحنت على البانة الهيفاء
وبكى الغمام على من أسف وقد ... كادت تمزق طوقها الورقاء
بدأ المد بالشكوى مما أصابه من حوادث الدنيا. ثم مزج الشكوى بالفخر بنفسه وبشعره، ولم يكن الرجل صادقاً في فخره بل قلد المتنبي في ذلك. قال:
أنا ذلك الصل الذي عن نابه ... تلوى المنون وتلتوي الرقطاء
وقد نظر في هذا إلى المتنبي حيث يقول:
أنا صخرة الوادي إذا ما زوحمت ... وإذا نطقت فإنني الجوزاء
وقال:
وفمي هو القوس الأرن ومقولي ال ... وتر الشديد وأسهمي الإنشاء
فكر ينظم في البديع فرائدا ... من دونها ما يلفظ الدأماء
وهذا فخر كاذب قلد فيه القدماء. وقد أراد أن يعظم من أمره ويرفع من شأنه فصور الناس وقد اشهروا عليه حرباً وأجمعوا أمرهم على كيده. قال:
ولع الزمان وأحله بعد أوتى ... إن الكرام لها اللئام عداء
أنحط قدري الحادثات وهمتي ... من دونها المريخ والجوزاء
وهو في هذا ينظر إلى ابن هانئ الأندلسي حيث يقول:
طويت لي الأيام فوق مكايد ... ما تنطوي لي فوقها الجوزاء
ثم استطرد إلى التحدث عن سوء حظه، وذكر أنه قصد أناساً كثيرين فلم يجد عندهم ما يسره حتى أفنى عمره دون أن يتحقق له أمل واحد من آماله. قال:
أفنيت عمري في طلاب أولي التدى ... متعللاً بعسى يجاب نذاء
وهو غير صادق فيما يقول. ذلك لأنه عندما حل في مكة كان في العشرين فإذا فرضنا أنه نظم هذه بعد إقامته عند ابن عون بعامين أو أكثر فإنه في هذه الحال لم يكن قد أفنى عمره كما يحدثنا ثم تتخلص من هذا المدح فقال: