أيهذي الحذور! أنوارك الحم ... راء كم أشعت ليالي أنسي
أحرقتهن! آه لم يبق منهن س ... وى ذلك الرماد برأسي!
هذا شعر صادق كل الصدق، وأصدقه ذلك الوساد الذي جرت به العبرات. . . ولا بد لك من أن تقف معنا طويلا عند هذا البيت من هذه القصيدة الأعترافية، لأنفيه مفتاحا رئيسيا يفصل بين فترتين من حياة الشاعر: فترة تحفل بالدموع وفترة تعج بالبسمات، الأولى فترة الأمس أو ما قبل الثلاثين، والثانية فترة اليوم أو ما بعد الثلاثين. . . وها هو ذا يعترف بأن يومه يضحك لمنظر العبرات في حين يأسى لها الأمس ذلك الأسى المعبر عنه بالإطراق! وفي الفصل المقبل نحدثك عن هاتين الفترتين من حياته، وأثرهما في خلق مزاجين متباينين كل التباين في نطاق الشخصية الفنية والإنسانية!.