للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما ذهب إليه الناس من القول بتفضيل لغة قريش لم يكن مصدره سوى حب الرسول واعتبار تكريم قبيلته تكريما له.

وغريب أن يتفرع نالينو للكتابة في المجلات والجرائد إبان انصرافه إلى الدروس التحليلية وإلقاء المحاضرات في جامعتي مصر وروما، وكانت محاضراته في الجامعة الأخيرةخاصة بتاريخ اليمن القديم وجاهلية بلاده مما ساعد كثيرا على فهم الإسلام ونشأته. وما من شك في أنه لو استطاع لنشر هاتيك المحاضرات القيمة وخلعها إرثا ثمينا.

ومما زاد في مشاغله انكبابه الوقت الطويل على تنقيح مؤلف جاء في ثلاث مجلدات ضخمة كان أصدرها المستشرق الإيطالي ميكالي اماري وتناول فيها تاريخ مسلمي صقلية، وقد عنى نالينو بضبط الأسماء والتواريخ وذكر المصادر من كتب مطبوعة ومخطوطة بحيث جاء ذلك الكتاب دليلا ساطعا على سعة اطلاع هذين العالمين المستعربين.

ويقصر باعنا وعلمنا ويضيق بنا الوقت والمجال عن ذكر كل ما ألفه علماء الغرب وعلى الأخص نالينو مما لا عهد لصحافتنا وكتابنا بمعالجته وكله يتعلق بالإسلام. وقد نقب عليه في فقه اللغة وغريب اللغة والشرع الإسلامي والفرق الإسلامية، قديمة كانت كالخوارج والشيعة والمعتزلة والقدرية، أو حديثة كالوهابية. وعلى هذه الصورة من المتانة في التعبير والدقة في البحث جاء ما كتبه عن المتصوفة في الإسلام وأشعار ابن الفارض والرئيس ابن سينا في الحب الإلهي والفروق التي تفصلهما عن متصوفة اليونان المشركين.

- ٤ -

وظل نالينو منذ نشأته معنيا بشؤون الشرق، قديمها وحديثها حتى تنبهت إيطاليا إلى ما للشؤون الشرقية والإسلامية من الأهمية في ساسة الدولة، وكان ذلك على اثر خروجها من الحرب العالمية الأولى فإنشأ (اماديو جانيني) في روما معهد الشرق وعهد نالينو بإدارته العلمية. وكان في مجلة مقررات المعهد إنشاء مجلة شهرية بعنوان (الشرق الحديث) تبحث في الشؤون السياسية والاقتصادية التي تتعلق بالمشرق الإسلامي فقام نالينو بالمهمة التي أسندت إليه خير قيام. وكان في الوقت نفسه يشرف على المجلة ويتعهدها بقلمه ويودعها من الأبحاث كل طريف مفيد. وعلى كثرة مشاغله لم يكن يهمل مطالعة كل ما يرد عليه من المجلات والجرائد والمنشورات العربية على اختلافها ويستفيد مما يطالعه أبحاثا للمجلة

<<  <  ج:
ص:  >  >>