يحيط بها أو يمس خاصة شأنها أو طعام يومها. فهي في نعيم ولكنه بعيد عن (نعيم) المعرفة. ذلك النعيم الذي لا يدرك ولا ينال إلا بالاقتحام وشجاعة القلب والذهن والمغالبة والإقدام.
وكذلك كانت حياة الرواد والمخترعين والمفكرين والقادة وكل أولئك الذين أفادت البشرية كلها من حياتهم ومعرفتهم وتفكيرهم وخطاياهم، قديما قال الشاعر العربي
ذو العقل يشقى - في النعيم - بعقله ... وأخو الشقاوة - في الجهالة - ينعم
وكذلك يقول العامة (المجانين في نعيم.!)
ولحكمة بالغة أراد الله لآدم وحواء أن يقارفا الخطيئة حتى يعرفا - ونسلهما من بعدهما - الخير والشر، وما قيمة الحياة بلا معرفة.؟
وفي كتب العقيدة الإسلامية والتفسير - وخاصة كتاب (المواقف) - مباحث بارعة عن الإنسان والملائكة وأيهما افضل.؟ الملاك الذي لم يقارف معصية لأن الله برأه من الشهوات والنزوات والرغبات وخلقه بفطرته للطاعة؟ أم الإنسان الذي خلقه الله وركب فيه النوازع والرغائب وسلط عليه همزات الشياطين؟