للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقال:

ولدوا على مهد العلا وقد اغتذوا ... بدم العدى وتكحلوا بالعثير

ففي قوله (ولدوا على مهد العلا) معنى جيد. أما بقية البيت فتوحي بصورة كريهة، واخلق بمن يتكحل بالعثير أن يصاب بالعمى.

وقال:

رفعوا الخيام على النجوم وأوقدوا ... في الأرض نارا بالقنا المتكسر

وقد أغرم الساعاتي بهذا المعنى فجاء به في قصائد كثيرة. وهو من اللغو الذي لا طائل وراءه. وقال:

ولقد أقاموا بالأسنة سوقها ... في يوم حرب بالسيوف مسعر

فقضت ببيع المعتدين سيوفهم ... للنسر لما غاب عنها المشتري

ومعنى البيت الأول مأخوذ من قول الشاعر

أقمنا بالذوابل سوق حرب ... وصيرنا النفوس لها متاعا

والبيت الثاني جميل المعنى غير أنه أخطأ في التعبير عما يريد.

يريد أن يقول إن الجنود لم يجدوا من يشتري منهم المعتدين فقتلوهم وتركوهم نهبا للنسور. فذكر أن جيش ممدوح لما عدم مشتريا باع الأعداء للنسر. وفي هذه الحال يكون النسر مشتريا فلا محل لقوله (غاب عنها) المشتري. ولو قال:

فقضت بمنح المعتدين سيوفهم ... للنسر لما غاب عنها المشتري

لكان موفقا. وقال:

وتواثبوا نحو الحصون فزلزلت ... والقوم بين مجندل ومعفر

حتى إذا اقتلعوا القلاع وأسبلو ... ذيل العفاف رأيت كل مشمر

والمعنى في البيت الأول جيد. غير أن الصورة التي في (معفر) لا تذكر بجانب الصورة التي في (مجندل) أما البيت الثاني ففي منتهى الضعف. وقال:

أسد إذا نزع الدروع لرغبة ... في حتفهم لبسوا دروع تصبر

قوم عصوا إلا لأمر أميرهم ... ملك بفعل خطيئة لم يأمر

والمعنى في البيتين تافه. وتكرار (أمر) و (أمير) و (يأمر) جعل البيت الثاني ثقيل على

<<  <  ج:
ص:  >  >>