للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المجمع دورانا بين الناس لا يغني عن اللغة شيئا إذا أنغض رأسه هو أيضاً للأوضاع الجديدة.

ثم رد الأستاذ الزيات على ملاحظات لمعالي الأستاذ الشبيبي، ومن هذا الرد قوله - فهم معالي الأستاذ من الأمر الرابع وهو إطلاق المسماع من قيود الزمان والمكان أني اقصد المسموع من المعرب وقال إن علماء اللغة الأقدمين قد وضعوا قواعد للتعريب ولم يطلقوه إطلاقا، والذي قصدته من إطلاق السماع إلا يظل مقصورا على ما سمع من العرب الذين جعلوا لهم حق الوضع والتعريب وإنما يجب أن يقبل من المحدثين أيضا، فكما قبلوا من المتقدمين أن يقولوا أيفع الكلام فهو يافع والقياس موفع، وغلام أموي بالفتح والقياس الضم، نقبل نحن كذلك من المتأخرين أن يقولوا مطار الماظة وكان القياس أن يقولوا مطير، وأن يقولوا متحف الحضارة وكان القياس أن يقولوا متحف بالضم، وأن يقولوا مقهى بالفتح وكان القياس، يقولوا مقهى بالضم. فإنا لنكلف الناس شططا إذا أردناهم على أن يعودوا فيقولوا مطير ومتحف ومقهى.

وقد دارت المناقشة بعد هذا البيان، فقال الأستاذ أحمد العوامري بك - فهمت من كلام الأستاذ الزيات أنه يوصي بأن نأخذ من الصناع وأصحاب الحرف الأسماء التي يطلقونها على آلاتهم وأدواتهم دون أن نناقشها ونلتمس وجه الصواب فيها فعندهم أسماء يطلقونها على أجزاء السيارة منها ما يمكن أن يرد إلى ألفاظ عربية، ومنها ما لا يمكن أن يرد، فأما ما يمكن توجيهه فلا أخالف الأستاذ في قبوله، وأما ما خالف قياس العربية فلا يمكن أن نقبله ونثبته في معاجمنا، وعندنا مثلا كلمة مطار فالعامة وجمهور المثقفين يستعملونها وقد بحثتها ووجدت لها وجها في العربية، ولذا لا أمانع في استعمالها بدلا من كلمة مطير التي لم تجر على الألسنة وعندنا كلمة متحف بضم الميم، وقد شاع على الألسن نطقها بالفتح وهو خطأ، فهل نعترف بهذا الخطأ وندخله في معاجمنا؟

قال الأستاذ فريد أبو حديد بك - لماذا لا نقول متحف بفتح الميم؟ أليس في العربية (محجر) اسم للمكان الذي تكثر فيه الحجارة؟ ولنا أن نقيس من الجامد كما نقيس من المشتق فنسمي المكان الذي يضم تحفا كثيرة متحفا بفتح الميم.

وقال الأستاذ الزيات - بعض الكلمات التي ليس لها اصل عربي معروف مثل (الرابوب)

<<  <  ج:
ص:  >  >>